نأسف عقرب الثواني

عقرب الثواني
كم نظلمك أيها العقرب العزيز ، كم منا لا يعتقد في أهميتك ، بالرغم من أنك تكون فاصلا في كثير من الأحيان .

البعض يري أن الايام هي التي تغيرنا ، فكلما مرت تعلمنا الكثير ،نفقد اشياء ونكتسب أخري ، نذهب لأماكن لم نذهب إليها من قبل ونغادر أخري ، وهكذا .

لذا فما المانع في القول بأنك يا عقربنا العزيز بغير ذات أهمية ، وأنك مجرد تقيس لحظة من الزمن ، لحظة لا تكاد تذكر .

فنحن نتذكر أيام حدثت فيها مواقف لا تنسي ، وكذلك ساعات ودقائق مرت علينا كدهر ، ولكننا نفكر بأنه لم يكن هناك أي حدث مميز أثر في نفوسنا في ثانية واحدة .

لذا فما المانع بالقول بأنك قليل الأهمية .

ولكن كم هم مخطؤون .

إنك لفي غاية الأهمية ، لو تفكروا قليلا لوجدوا أن حياتنا تنقلب راسا علي عقب ويتغير مجراها في ثواني معدودة ، وأن أجمل اللحظات كانت في هذه الثواني .

لنري معا .....
حينما نري فتاة أحلامنا ونحن نلتفت قدرا يمينا أو يسارا ، فيخفق القلب ، وتتسارع النفاس ، ونقول في قرارة أنفسنا هذه هي ، هذه التي نريدها ، كل هذا يحدث في ثواني معدودة .

حينما نري طفلنا لأول مرة بعد ولادته ، وتقفز قلوبنا فرحا ونحس بمشاعر الابوة وتعلو ابتسامة الحب والحنان وجوهنا كل هذا يحدث في ثواني معدودة .

حينما يحتضننا صديق مقرب قبل السفر ، ونحس بمدي حبه لنا وإخلاصه في صداقته في حضنه القوي الصادق ، ونفكر في قرارة أنفسنا أنه لا أساس لمنطق استحالة وجود الخل الوفي فها هو أمامنا ، ,انه لو خيرنا أن نفتديه بحياتنا فسنفعل بلا تردد ، كل ذلك يحدث في ثانية .

كم أنت مظلوم ، ولكنك لا تعترض ، ولا تأنف من أن تمر علينا باللحظات السعيدة ، بارك الله فيك من عقرب .