طوارئ في مصر بسبب أنفلونزا الخنازير والوفيات بالمكسيك تتجاوز المائة
أعلنت الأجهزة البيطرية الحكومية بمصر حالةَ الطوارئ القصوى خوفًا من وصول العدوى إلى مزارع الخنازير القريبة من الكتل السكانية في عدة محافظات، كما كثّفت حملاتها في المرور على المزارع وأخْذِ عَيِّنات من الخنازير لتحليلها، ومحاصرة المرض فور ظهوره.
27.04.2009 10:22
اخبار العالم / وكالات
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه وزير الصحة المكسيكي خوسيه إنغيل كوردوفا أنّ عدد الوفيات ببلاده جراء الإصابة بأنفلونزا الخنازير ارتفع إلى 103، وأن نحو 400 شخص نُقِلوا للمستشفيات من أصل 1600 حالة مشتبه بها، وكانت الولايات المتحدة أعلنت حالة الطوارئ الصحية بعد إصابة 20 شخصًا بهذا المرض.
وطالب الدكتور عبد الهادي مصباح (أستاذ المناعة والميكروبيولوجي) بسرعة نقل مزارع الخنازير من داخل الكتل السكنية في المحافظات المصرية.
وقال مصباح: "إنّ الخنازير هي الوعاء الذي تتم داخله عملية تحور فيروس الأنفلونزا، وما حدث هذه الأيام هو أنّ الخنزير أصبح يحمل فيروسات أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير والأنفلونزا البشرية مما ساعد على تحور الفيروس بشكل خطير".
وقال الدكتور مصباح: "إنّ علامات الخطورة تزداد يومًا بعد يوم، خاصة أن فيروس أنفلونزا الطيور ظهر بشكل مختلف عن بداياته ليؤثر بشكل أكثر شراسة، حيث أصبح متواجدًا لوقت طويل داخل جسم الإنسان قبل أن يتسبب في وفاته، بعد أن يتكاثر ليحقق العدوى ويسبب وباءً خلال الفترة المقبلة، مما يؤكد أن الفيروس بدأ يتحور بالفعل ليبدأ بالعدوى من إنسان إلى إنسان أو من الخنزير إلى الإنسان، لافتًا إلى أن الخنزير هو الحيوان الوحيد الذي يصاب بفيروسي الأنفلونزا الآدمية والداجنة معًا.
وأضاف مصباح أن الأبحاث على مر التاريخ أثبتت أن الخنزير هو أكبر وعاء يحمل كل الفيروسات التي قد تنتقل إلى الإنسان، وتسبب وباء عالمياً، منتقداً تجاهل الحكومة نقل حظائر الخنازير حتى الآن إلى أماكن بعيدة عن التجمعات السكنية.
وتابع مصباح: "ما يثير تعجبي هو عدم اعتراض الحكومة على بقائها على الرغم من خطورتها، وهو الأمر الذي يضع علامات استفهام حول هذه القضية". وأكد أن هناك إهمالاً جسيماً تشهده منظومة تربية الدواجن في مصر بسبب حالة "الاسترخاء" التي حدثت في الأعوام الماضية في تنفيذ إجراءات التشديد على التربية وإعدام كل ما هو مصاب.
وقال إن انتقال الفيروس في موسم الصيف وازدياد حالات الوفاة يعتبر علامة تنذر بالخطر نظراً لأنه من الطبيعي انتقاله في موسم الشتاء، وهو ما يؤكد التحور الذي حدث في الفيروس، حيث أصبح يكتسب صفات جديدة تمكنه من التكاثر في درجات الحرارة المختلفة وتعطيه فرصة للتوطن مثله مثل الأمراض الأخرى المتوطنة، مما سيعطيه فرصة أكبر للتواجد داخل جسم الإنسان.
بدوره؛ قال الدكتور فارس الخياط، مدرس أمراض الدواجن بجامعة كفر الشيخ، إن مرض أنفلونزا الطيور وصل إلى مرحلة خطيرة لا يمكن التراجع عنها، والسبب الرئيسي حظائر الخنازير نظراً لأنها تعد وعاء الخلط بين عترتى الأنفلونزا البشرية والداجنة، وتحدث العدوى بين الاثنتين لتنتج عترة ثالثة جديدة ليس لها أي مدى مناعي داخل جسم الإنسان تتسبب في انتقال المرض من إنسان لآخر.
وطالب الخياط بسرعة إعدام كل أعداد الخنازير في مصر وعدم الاكتفاء بنقلها بعد أن انتشر الفيروس في كل المحافظات.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد هددت بإعلان مصر مصدراً خطراً لأنفلونزا الطيور، ما قد يؤدي لفرض حظر جوي عليها، ستكون له آثار مدمرة على الاقتصاد. ووبخ الرئيس المصري حسني مبارك رئيس الوزراء احمد نظيف، وطلب منه اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة المشكلة. وطالب خبراء الحكومة بنقل مزارع الخنازير إلى خارج القاهرة.
ويؤكد الخبراء أن عدد الخنازير التي يتم تربيتها في مصر يتراوح بين 200 و350 ألف خنزير وأنها تعيش علي أطراف المدن بين البشر والحيوانات والطيور وهي تنتشر في تجمعات علي أطراف المدن.
ومن الملاحظ أن بداية طريق المحور بين محافظتي الجيزة و6 أكتوبر بها عدد كبير من المزارع وهي تنتشر وتتكاثر بسرعة شديدة ورغم صدور أكثر من قرار بنقلها إلا أنها ما تزال تزداد عددا وتنتشر رائحتها علي طول الدائري والمحور.
ويقول د.حامد سماحة رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية أن في مصر حوالي 350 ألف خنزير وتتجمع في ٤ محافظات هي الإسكندرية والجيزة والقاهرة والقليوبية وقد تم إعداد حملات للتفتيش علي مزارع الخنازير بالمحافظات للاطمئنان علي سلامة المزارع وخلوها من المرض. كما أكد أن هناك صعوبة في وصول المرض لمصر.. فنحن لا نستورد خنازير منذ فترة طويلة.. وأكد علي ضرورة نقلها خارج الكتلة السكنية لخطورتها علي صحة البشر.
يأتي هذا في الوقت الذي تصاعدت فيه المخاوف الدولية من تحول أنفلونزا الخنازير إلى وباء، وانتقلت المخاوف من المكسيك والولايات المتحدة إلى الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي في فرنسا وأسبانيا مرورا بإسرائيل عبورا إلى اليابان شرقا.
وجددت منظمة الصحة العالمية تحذيرها من أن العدوى بأنفلونزا الخنازير يمكن أن تسبب وباء عالميا. ووضعت المنظمة التحذير عند المرتبة الثالثة من مقياس من ست درجات لتحديد مدى خطورة انتشاره، وهو ما يعني محدودية انتقاله من شخص إلى آخر.