نبتدي منين؟ نبتدي منين؟ نبتدي من عشية عيد الميلاد اللي فات، عندما كانت فرحة العيد -عيد الميلاد لدى الأقباط الأرثوذكس- ما زالت حية في عيون الأطفال وقلوب الآباء والأمهات، وبعد انتهاء القداس بمطرانية نجع حمادي وخروج الجميع للاحتفال والابتهاج بضجيج الزمامير الصعيدية الخاصة بالأطفال، ابتأسوا عوضاً عن ذلك بضجيج الرصاص الذي انهال عليهم دون حساب من مدافع رشاشة حملها مجموعة من المجهولين يستقلون سيارة (أو عدة سيارات) مرت غدراً من أمام المطرانية، وخف الضجيج وساد السكوت وزال الغبار فكشف عن 7 قتلى وعشرات الجرحى.
تحبوا نداري على الجرح ونقول دي زوبعة في فنجان؟!! تحبوا نعرض صورة البابا وإيده في إيد شيخ الأزهر؟؟ تحبوا نقول إن المسلمين والمسيحيين هما قطبا الأمة؟؟ ولّا الأحسن نفتح الجرح ونعرف مشكلته ونداويه؟؟ متهيأ لي كفايانا كدب على نفسنا!!
خلال العقود الأخيرة لم تعد جرائم الثأر مقصورة على جرائم العرض والإرث والاغتصاب، بل أصبحت الخلافات الدينية والطائفية جزءاً لا يتجزأ من المناخ الاجتماعي السائد، يغذيه انحياز الدولة، وغياب العدالة والمساواة في المعاملة بين الأقباط والمسلمين، وعدم تفعيل القوانين في الجرائم الطائفية وإنزال العقاب بمرتكبيها أيا كانوا. ولم تستطِع الدولة أن تبرر حتى الآن لماذا لم تصدر المحاكم أحكاما في عشرات الجرائم الطائفية التي وقعت على مدى السنوات الأخيرة.