تصدعات بمنازل أبو صير، هل هي نهاية لجريمة سرقة الآثار أم بداية صراع على كنز؟

تصدعتالعديد من المنازل بقرية أبو صير قبل عدة أيام وأصبح بعضها على وشكالانهيار مما اضطر سكان هذه البيوت لمغادرتها خوفا من أن تتهدم عليهم فيأية لحظة. وحصل السكان المتضررون اليوم السبت على خطاب من الجهات المسئولةتطالبهم فيها بهدم المنازل على حسابهم قبل أن تتهدم على رؤوسهم.

وأكد عدد من أهالي القرية أن عمليات الحفر المكثف بحثا عن الآثار وراء هذا التصدع.
وقال عمدة أبو صير الحاجيحيى أبو هرجة إنه يرجح أن تكون عمليات الحفر عن الآثار وراء التصدعالواسع. وناشد العمدة المسئولين عن الآثار في مصر بتولي عمليات البحثبالشكل القانوني لحماية أرواح المواطنين و لحفظ حق مصر في هذه الآثارولعدم السماح بسرقتها وتهريبها خارج مصر.
وقال الأستاذ محمد أبوحنبش مسئول النشاط الثقافي بمركز شباب أبو صير:"منذ حدوث الكارثة والأهاليهنا يعيشون في رعب شديد خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه.. وفور ظهورالتصدعات تم تشكيل لجنة إغاثة تحت إشراف الحاج محسن عبداللاه رئيس المجلسالشعبي المحلي لمركز سمنود وبرئاسة الأستاذ عصام أحمد البيلي رئيس المجلسالمحلي لقرية أبو صير وبعضوية السيد عبداللاه والأستاذ إبراهيم النمروالأستاذ بدير رويش والأستاذ محمد الجندي ووصلت التبرعات من الأهالي 27ألف جنيه فقط في حين أن المنازل بحاجة للإزالة وهذا المبلغ زهيد جدابالنسبة للخسائر".

أما نجيب سردان، أحد شبابالقرية، فيقول:"منذ زمن بعيد وأعمال الحفر والنهب في أبو صير تتم على قدموساق إلا أن الأهالي لم يعيروا أي اهتمام لأعمال الحفر.. ولكن طمع سارقيالآثار أعمى عيونهم عن أرواح الأهالي فبدأوا بالحفر تحت المنازل نفسهاودون علم الأهالي.

يشار إلى أن أبو صير كانتعاصمة الإقليم الشمالي "الدلتا" في مصر القديمة لعدة قرون على مدى عدد منالأسر الفرعونية لذا فإن الخبراء يعتقدون بأنها عائمة على مدينة أثريةفضلا عن المعبد الجنائزي المقدس للأسرة الثلاثين مما أغرى تجار الآثاربالتوجه إلى هذه القرية الهادئة التي يدبَر لها الشر دون أن تدري ودون أنتحميها السلطات.

أما عبدة الحارون، أحدأصحاب المنازل المتضررة من الكارثة فيقول إن المسئولين يصرحون بأنناتلقينا تعويضات وأننا حصلنا على مساكن وهذا غير صحيح بالمرة "فلم نر أحدامن المسئولين باستثناء الحاج محسن عبداللاه رئيس المجلس الشعبي المحليلمركز سمنود وأعضاء المجلس المحلي بالقرية ..".
وقالت الحاجة عائشة مروانوالدة نصر ضردان، أحد أصحاب المنازل المتضررة:"ابني عامل بسيط ولا يستطيعتدبير مأوى مناسب لنا كما أنه لا يستطيع تدبير مبلغ كي نقوم بهدم المنزلوإعادة بنائه ونحن نعيش بالكاد".
وقالت الحاجة رئيسةإبراهيم فودة والدة محمد ربيع الفولي، صاحب أحد المنازل المتصدعة:"حسبيالله ونعم الوكيل في كل من تسبب في أذيتنا". وطالبت الحاجة رئيسةالمسئولين الذين يتحدثون عن المتضررين بدون أن يروهم بالقدوم إلى القريةوالتعرف على الوضع على أرض الواقع وأضافت:"كيف نعيش نحن أهالي المنازلالخمسة في الشارع زوجة ابني على سبيل المثال حامل وعلى وشك أن تضع، هل تضعفي الشارع مع قدوم فصل الشتاء؟ فهل يرضى المسئولون عما وصلنا إليه حالنا؟".