كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:39 pm | |
| أعظم أعمالي
إذا سألوني عن أهم قصيدة سكبت بها نفسي ، وعمري ، وآمالي كتبت بخط فارسي مذهب على كل نجم : أنت أعظم أعمالي ..
الأغارسون
أَقَطَعْتِها .. أُرْجوحَةَ الرَّصْدِ ؟ وَفَجَعْتِني بأَعَزِّ ما عِنْدي
كَيْفَ اجْترَأْتِ علي جِدَارِ شَذاً فَهَدَمْتِهِ وَصَدَمْتِ لي سَعْدي
وَكَسَرْتِ نَوْلاً كانَ يَلْمِزُني زَمَنَ الشِّتاءِ بِمُرْسَلٍ جَعْدِ
وَحَصَدْتِ شَعْرَكِ .. وَهْوَ زَرْعُ يَدي وَعَصَيْتِني .. وَكَفَرْتِ بالعَهْدِ
وَحَرَمْتِني ضِحْكاتُ مِرْوَحَةٍ يا طالمَا شَهِقَتْ على زِنْدي
سَكَتَتْ مُطِلَّاتُ العبيرِ .. فلا نَجْداً ضَمَمْتُ ولا صَبَا نَجْدِ
هذا سِتاري المِخْمَلِيُّ هَوَى فَفَجيعَتي فيهِ بلا بُعْدِ
سَقْفي .. وَبُسْتاني .. وَمِدْفأَتي وَفَراشيَ المَجْدولُ مِنْ وَرْدِ
وَمِظَلَّتي السَّوْداءَ .. كَمْ حَجَبَتْ عنِّي الشُّموسَ وَهَدْهَدَتْ وَجْدي
عامانِ أُسْقينَةُ وَأُطْعِمُةُ وَأَذُرْهُ .. يا ضَيْعَةَ الجَهْدِ
وَأَلُمُّ بالشَّفَتَيْنِ عَتْمَتَهُ وَأُريحُ فَوْقَ سَوادِهِ خَدِّي
أَنا كَمْ عَقَدْتُ عَلَيْةِ أَشْرِطَتي وَفَرَشْتُهُ لَيْلاً على كَبِدي
وَسَبَلْتُهُ .. وَجَدَلْتُ مِخْمَلَهُ وَكَحَلْتُهُ بِمَكاحِلِ السُّهْدِ
حتَّى إذا انْدَفَعَتْ غَدَائِرُهُ نَهْراً مِنَ الكافورِ و الرَّنْدِ
عَصَفْتِ المِقَصَّ بِهِ .. فَمَزَّقْتِهِ وَتَكَسَّرَتْ قارورَةُ الشَّهدِ
بَلْهاءُ .. شَاحِبَةُ الجَبينِ تُرَى أَطْفَأْتِ ثَأْرَكِ مِنْهُ .. فَأْعْتَدِّي
حَلَّ الشِّتاءُ بِكُلِّ زاوِيَةٍ فالثَّلْجُ عِنْدَ مَفَاتِقِ النَّهْدِ
لا تَكْشِفي العُنُقَ الغُلامَ .. فلا عَاشَتْ جِراحُ الْلَوْزِ مِنْ بَعْدي
لا تَقْربيني .. أَنْتِ مَيِّتَةٌ إِنَّ السَّوَالِفَ مَجْدُها مَجْدي
أغتصب العالم بالكلمات
أغتصب العالم بالكلمات .. أغتصب اللغة الأم .. النحو .. الصرف .. الأفعال .. الأسماء أجتاح بكارات الأشياء وأشكل لغة أخرى .. فيا سر النار ، وسر الماء وأضيء الزمن الآتي .. أوقف في عينيك الوقت .. وأمحو الخط الفاصل بين اللحظة والسنوات ..
اغضب
اغضب كما تشاءُ .. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا .. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ .. كلُّ ما تقولهُ سواءُ .. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ .. مهما لنا أساؤوا .. اغضب! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ اغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ .. كنْ عاصفاً .. كُنْ ممطراً .. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ اغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ .. يملؤهُ الغرورُ .. وكيفَ من صغارها .. تنتقمُ الطيورُ ؟ اذهب .. إذا يوماً مللتَ منّي .. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني .. أما أنا فإني .. سأكتفي بدمعي وحزني .. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ اذهبْ .. إذا أتعبكَ البقاءُ .. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ .. وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني .. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ .. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ .. وأنتَ .. عندي الأرضُ والسماءُ .. اغضب كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ .. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ .. | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:39 pm | |
| إفادة في محكمة الشعر
مرحبـاً يا عـراقُ، جئتُ أغنّيـكَ وبعـضٌ مـن الغنـاءِ بكـاءُ
مرحبـاً، مرحبـاً .. أتعرفُ وجهـاً حفـرتهُ الأيّـامُ والأنـواءُ ؟
أكـلَ الحبُّ مـن حشاشةِ قلبـي والبقـايا تقاسمتـها النسـاءُ
كـلُّ أحبـابي القـدامى نسَـوني لا نُـوارَ تجيـبُ أو عفـراءُ
فالشِّفـاهُ المطيّبـاتُ ، رمـادٌ وخيـامُ الهـوى رماها الـهواءُ
سكـنَ الحـزنُ كالعصـافيرِ قلبـي فالأسـى خمرةٌ ، وقلبي الإنـاءُ
أنـا جـرحٌ يمشي على قـدميهِ وخيـولي ، قـد هـدَّها الإعياءُ
فجـراحُ الحسينِ بعـضُ جراحي وبصـدري مِـنَ الأسى كربـلاءُ
وأنا الحـزنُ من زمـانٍ صديـقي وقليـلٌ في عصرنـا الأصـدقاءُ
مرحبـاً يا عـراقُ،كيفَ العباءاتُ وكيـفَ المهـا .. وكيفَ الظباءُ ؟
مرحبـاً يا عـراقُ .. هل نسيَتني بعـدَ طـولِ السنينِ سامـرّاءُ ؟
مرحبـاً يا جسورُ يا نـخلُ يا نهرُ وأهـلاً يا عشـبُ .. يا أفيـاءُ
كيـفَ أحبابُنا على ضفـةِ النـهرِ وكيـفَ البسـاطُ والنـدماءُ ؟
كـان عنـدي هـنـا أميرةُ حـبٍّ ثم ضـاعت أميرتي الحسـناءُ
أينَ وجـهٌ في الأعظميّـةِ حلـوٌ لـو رأتهُ تغـارُ منهُ السـماءُ ؟
إننـي السندبـادُ .. مزّقهُ البحـرُ و عـينـا حـبيبتـي المـينـاءُ
مضـغَ المـوجُ مركبي .. وجبينـي ثقبتـهُ العواصـفُ الهـوجـاءُ
إنَّ في داخـلي عصوراً من الحـــزنِ فهـل لي إلى العـراقِ التجـاءُ ؟
وأنـا العاشـقُ الكبيرُ .. ولكـن ليـس تكفي دفاتـري الزرقـاءُ
يا حزيـرانُ ، ما الـذي فعلَ الشعرُ ؟ ومـا الـذي أعطـى لنا الشعراءُ ؟
الـدواوينُ في يدينـا طـروحٌ والتعـابيرُ كـلُّها إنـشـاءُ
كـلَّ عـامٍ نأتي لسوقِ عكاظٍ وعـلينـا العمـائمُ الخضـراءُ
ونهـزُّ الـرؤوسَ مثل الدراويشِ .. و بالنـار تكتـوي سـيناءُ
كـلَّ عـامٍ نأتي .. فهـذا جريرٌ يتغنّـى .. وهـذهِ الخـنساءُ
لـمْ نزَل، لـمْ نزَل نمصمصُ قشراً وفلسـطـينُ خضّبتها الـدماءُ
يا حُـزيرانُ .. أنـتَ أكـبـرُ منّـا وأبٌ أنـتَ مـا لـهُ أبـنـاءُ
لـوْ مَلَكْـنـا بقيّـةً من إبـاءٍ لانتخـينا .. لكـننا جـبناءُ
يا عصـورَ المعلّـقاتِ ملَلنـا ومـن الجسـمِ قد يملُّ الرداءُ
نصـفُ أشعـارنا نقوشٌ ومـاذا ينفعُ النقشُ حين يهوي البناءُ ؟
المقامـاتُ لعبـةٌ .. والحـريريُّ حشـيشٌ .. والغولُ والعـنقاءُ
ذبحتنـا الفسيـفساءُ عصـوراً والـدُّمى والزخارفُ البلـهاءُ
نـرفضُ الشـعرَ كيمياءً وسـحراً قتلتنـا القصيـدةُ الكيـميـاءُ
نـرفضُ الشـعرَ مسرحاً ملكيـاً من كراسيـهِ يحـرمُ البسـطاءُ
نـرفضُ الشعـرَ أن يكونَ حصانـاً يمتطـيهِ الطـغاةُ والأقـويـاءُ
نـرفضُ الشعـرَ عتمـةً ورمـوزاً كيف تستـطيعُ أن ترى الظلماءُ ؟
نـرفضُ الشعـرَ أرنبـاً خشـبيّاً لا طمـوحٌ لـهُ ولا أهـواءُ
نـرفضُ العاطلينَ في قهوةِ الشـعر دخـانٌ أيّامـهـم .. وارتخـاءُ
شـعرُنا اليـومَ يحفرُ الشمسَ حفـراً بيـديهِ .. فكـلُّ شـيءٍ مُـضـاءُ
شـعرنا اليـومَ هجمـةٌ واكتشـافٌ لا خطـوطٌ كوفيّـةً ، وحِـداءُ
كـلُّ شـعرٍ معـاصرٍ ليـسَ فيهِ غضـبُ العصـرِ ، نملةٌ عـرجاءُ
مـا هـوَ الشعرُ ، إن غـدا بهلواناً يتسـلّى برقـصـهِ الخُـلفاءُ
مـا هـو الشعرُ .. حينَ يصبحُ فأراً كِسـرةُ الخبزِ ـ هَمُّهُ ـ والغِـذاءُ
وإذا أصبـحَ المفكِّـرُ بُـوقـاً يسـتوي الفكرُ عنـدها والحذاءُ
يُصـلبُ الأنبيـاءُ من أجـل رأيٍ فلمـاذا لا يصـلبَ الشعـراءُ ؟
الفـدائيُّ وحـدهُ .. يكتبُ الشـعرَ و كـلُّ الـذي كتبنـا هـراءُ
إنّـهُ الكـاتـبُ الحقيقيُّ للعصـرِ ونـحـنُ الحُـجَّـابُ والأجـراءُ
عنـدما تَبْـدأُ البنـادقُ بالعـزفِ تمـوتُ القصـائدُ العصـماءُ
مـالنا ؟ مالنـا نلـومُ حـزيرانَ و فـي الإثـمِ كـلُّنـا شـركاءُ ؟
مـن هُـم الأبرياءُ ؟ نحـنُ جميـعاً حـامـلو عـارهِ ولا اسـتثنـاءُ
عقـلُنا، فكـرُنا، هزالُ أغانينا رؤانـا، أقـوالُـنا الجـوفـاءُ
نثرُنا، شـعرُنا، جرائدُنا الصفراءُ والحـبرُ والحـروفُ الإمـاءُ
البطـولاتُ موقـفٌ مسـرحيٌّ ووجـوهُ الممثلـيـنَ طـلاءُ
وفلسـطينُ بينهـم كمـزادٍ كـلُّ شـارٍ يزيدُ حين يشـاءُ
وحـدويّون! والبـلادُ شـظايا كـلُّ جـزءٍ من لحمها أجـزاءُ
ماركسـيّونَ ! والجـماهيرُ تشقى فلمـاذا لا يشبـعُ الفقـراءُ ؟
قرشـيّونَ ! لـو رأتهـم قريـشٌ لاستـجارت مـن رملِها البيـداءُ
لا يمـينٌ يجيـرُنا أو يسـارٌ تحتَ حـدِّ السكينِ نحنُ سـواءُ
لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القـدسُ وضاعت من قبـلها " الحمـراءُ" ..
يا فلسـطينُ، لا تزالينَ عطـشـى وعلى الزيتِ نـامتِ الصحـراءُ
العبـاءاتُ .. كلُّهـا من حـريـرٍ واللـيـالي رخيصـةٌ حمـراءُ
يا فلسـطينُ ، لا تنـادي عليهم قـد تسـاوى الأمواتُ والأحياءُ
قتـلَ النفطُ ما بهـم من سجـايا ولقـد يقتـلُ الثـريَّ الثـراءُ
يا فلسـطينُ، لا تنـادي قريشاً فقـريشٌ ماتـت بها الخيَـلاءُ
لا تنـادي الرجالَ من عبدِ شمسٍ لا تنـادي .. لم يبـقَ إلا النساءُ
ذروةُ المـوتِ أن تمـوتَ المروءاتُ ويمشـي إلى الـوراءِ الـوراءُ
مـرَّ عامـانِ والغـزاةُ مقيمـونَ و تاريـخُ أمـتي .. أشـلاءُ
مـرَّ عامانِ .. والمسـيـحُ أسـيرٌ في يديهـم .. و مـريمُ العـذراءُ
مـرَّ عامـانِ .. والمـآذنُ تبكـي و النواقيـسُ كلُّها خرسـاءُ
أيُّهـا الراكعونَ في معبدِ الحرفِ كـفانـا الـدوارُ والإغـماءُ
مزِّقـوا جُبَّـةَ الـدراويشِ عـنكم واخلعوا الـصوفَ أيُّها الأتقياءُ
اتركـوا أوليـاءَنا بسـلامٍ أيُّ أرضٍ أعادهـا الأوليـاءُ ؟
في فـمي يا عـراقُ .. مـاءٌ كـثـيرٌ كيفَ يشـكو من كانَ في فيهِ ماءُ ؟
زعمـوا أننـي طـعنتُ بـلادي وأنـا الحـبُّ كـلُّهُ والـوفـاءُ
أيريـدونَ أن أمُـصَّ نـزيفي ؟ لا جـدارٌ أنـا و لا ببـغاءُ!
أنـا حريَّتي .. فـإن سـرقوها تسـقطِ الأرضُ كلُّهـا والسماءُ
مـا احترفتُ النِّفاقَ يومـاً وشعري مـا اشتـراهُ الملـوكُ والأمراءُ
كـلُّ حـرفٍ كتبتهُ كانَ سـيفاً عـربيّـاً، يشـعُّ منهُ الضـياءُ
وقليـلٌ من الكـلامِ نقـيٌّ وكـثـيرٌ من الكـلامِ بغـاءُ
كـم أُعـاني ممـا كتبـتُ عـذاباً ويعـاني في شـرقنا الشـرفاءُ
وجـعُ الحرفِ رائعٌ .. لـوَ تشكو للـبسـاتينِ وردةٌ حمـراءُ ؟
كـلُّ من قـاتلوا بحرفٍ شجـاعٍ ثـم ماتـوا .. فإنـهم شهداءُ
لا تعاقـب يا ربِّ من رجمـوني واعـفُ عنهم ، إنّـهم جهلاءُ
إن حبّـي للأرضِ حـبٌّ بصيـرٌ وهواهـم عـواطـفٌ عمياءُ
إن أكُـن قـد كويتُ لحـمَ بلادي فمـن الكيِّ قـد يجـيءُ الشفاءُ
من بحـارِ الأسى، وليـلِ اليتامى تطلـعُ الآنَ زهـرةٌ بيضاءُ
ويطـلُّ الفـداءُ شمـساً عـلينـا ما عسـانا نكونُ .. لـولا الفداءُ
من جـراحِ المناضليـنَ .. وُلدنـا ومنَ الجـرحِ تـولدُ الكـبرياءُ
قبلَهُـم، لم يكن هـنـاكَ قبـلٌ ابتـداءُ التاريخِ من يومِ جاؤوا
هبطـوا فوقَ أرضـنـا أنبيـاءً بعـد أن مـاتَ عندنا الأنبياءُ
أنقـذوا ماءَ وجهنا يومَ لاحـوا فأضـاءت وجوهُنـا السوداءُ
منحـونا إلى الحـيـاةِ جـوازاً لـم تكُـن قبلَهم لنا أسمـاءُ
أصـدقاءُ الحـروفِ لا تعذلوني إن تفجّـرتُ أيُّهـا الأصـدقاءُ
إننـي أخـزنُ الرعودَ بصـدري مثلمـا يخزنُ الرعـودَ الشتاءُ
أنا مـا جئـتُ كي أكونَ خطيبـاً فبـلادي أضاعَـها الخُـطبـاءُ
إننـي رافـضٌ زمانـي وعصـري ومـن الـرفضِ تولـدُ الأشـياءُ
أصدقـائي .. حكيتُ ما لـيسَ يُحكى و شـفيعي .. طـفـولتي والنـقاءُ
إننـي قـادمٌ إليـكـم .. وقلـبي فـوقَ كـفّـي حمامـةٌ بيضـاءُ
افْهمـوني .. فمـا أنـا غـيرُ طـفلٍ فـوقَ عينيـهِ يسـتحمُّ المـساءُ
أنـا لا أعـرفُ ازدواجيّـةَ الفكـرِ فنفسـي .. بحـيرةٌ زرقـاءُ
لبـلادي شعري .. ولستُ أبـالي رفضـتهُ أم باركتـهُ السـماءُ .. | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:40 pm | |
| الافتتاحية
إلى امْرأةٍ لا تُعادْ تُسَمَّى .. مدينةَ حُزْني إلى مَنْ تُسافِرُ مِثْلَ السفينَةِ في ماءِ عَيْني وتَدْخُلُ وَقْتَ الكتابَةِ ما بَيْنَ صَوْتي وبَيْني أُقَدِّمُ مَوْتي إلَيْكِ .. على شَكْلِ شِعْرٍ فكَيْف تَظُنّينَ أنِّي أُغَنّي ؟
أفيقي
أفيقي .. مِنَ الليْـلَةِ الشَّـاعِـلَهْ ورُدِّي عَبـاءتَكِ المائِـلَهْ
أفيقي .. فإنَّ الصَّبـاحَ المُـطِلَّ سَيَفْضَحُ شَهْـوَتَكِ السَّـافِلَهْ
مُغامرَةَ النَّهْـدِ .. رُدي الغِـطاءَ علـي الصَّـدْرِ والحَلَمَةِ الآكِلَهْ
وأيْـنَ ثيـابُكِ بَعْثَرْتِهـا لدَيَّ سـاعَةَ الْلَذَّةِ الهـائلهْ
كفـاكِ فَحيحـاً بِصَدْرِ السـريرْ كمـا تَنْفُـخُ الحيَّةُ الصائلَهْ
أفيقي فقَـدْ مـرَّ ليلُ الجُنـونْ وأقْبَـلَتِ السَّـاعَةُ العاقِلَـهْ
هُـوَ الطِّينُ .. ليسَ لطيـنٍ بقاءٌ ولذَّاتُهُ وَمْضَـةٌ زائلـهْ ..
لقـدْ غَمَرَ الفَجْـرُ نَهْديْكِ ضـوْءاً فعـودي إلي أمِّـكِ الغافِلَـهْ
ستَمْضي الشُّهورُ .. ويَنمو الجَنينُ ويَفْضَـحُكِ الطِّفْـلُ والقابِلَهْ ..
أقدم اعتذاري
أقدم اعتذاري لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهارِ عن الكتابات التي كتبتها عن الحماقات التي ارتكبتها هن كل ما أحدثته في جسمك النقي من دمارِ وكل ما أثرته حولك من غبارِ أقدم اعتذاري عن كل ما كتبت من قصائد شريرة في لحظة انهياري فالشعر يا صديقتي منفاي واحتضاري طهارتي وعاري ولا أريد مطلقاً أن توصمي بعاري من أجل هذا جئت يا صديقتي أقدم اعتذاري | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:41 pm | |
| اقرأ جسدك .. و أتثقف ..
1 يومَ توقَّفَ الحوارُ بيْنَ نَهْديكِ المُغْتَسِلَيْنِ بالماءِ .. وبيْنَ القبائلِ المُتَقاتِلَةِ على الماءْ .. بَدَأَتْ عصورُ الانْحطاطْ .. أَعْلنتْ الغيومُ الإضْرابَ عنِ المَطَرْ .. لمدّةِ خُمْسُمائةِ سَنَةْ .. وَأَعْلنتْ العصافيرُ الإضْرابَ عنِ الطَّيرانْ وامْتنعتْ السنابِلُ عنْ إنجابِ الأَوْلادْ وصارَ شَكْلُ القمرِ كَشَكْلِ زُجاجَةِ النِّفْط .. 2 يَوْمَ طَرَدوني مِنَ القبيلَةِ .. لأَني تَرَكْتُ قصيدَةً على بابِ خَيْمتِكْ .. وَتَرَكْتُ لكِ معها ورْدةً .. بدأَتْ عُصورُ الانْحطاطْ .. إنَّ عُصورَ الانْحطاطِ لَيْستْ الجَهْلُ بمبادئِ النَّحْوِ والصَّرْفِ .. ولكِنَّها الجَهْلُ بمبادئِ الأُنوثَةْ .. وَشَطْبِ أَسْماءِ جميعِ النساءِ مِنْ ذاكِرَةِ الوَطَنْ .. 3 آهِ يا حبيبتي .. ما هُوَ هذا الوَطَنُ الذي يَتَعامَلُ معَ الحُبِّ .. كَشُرْطيِّ سَيْرٍ ؟ .. فيَعْتَبِرُ الوَرْدَةَ مؤامَرَةً على النِّظامْ .. وَيَعْتَبِرُ القَصيدَةَ مَنْشوراً سِرِّيْاً ضِدَّهُ .. ما هُوَ هذا الوَطَنُ المَرْسومُ على شَكْلِ جَرادَةٍ صَفْراءْ .. تَزْحَفُ على بَطْنِها مِنَ المُحيطِ إلى الخَليجْ .. مِنَ الخليجِ إلى المُحيطْ .. والذي يَتَكلَّمُ في النَّهارِ كَقدِّيسٍ .. وَيَدوخُ في الليلِ على سُرَّةِ امْرأةْ .. 4 ما هوَ هذا الوطنُ ؟ .. الذي ألْغى مادَّةَ الحبِّ منْ مناهِجِهِ المدْرسيَّةْ .. و ألْغى الشعرِ .. و عيونَ النساءْ .. ما هوَ هذا الوطنُ ؟ .. الذي يُمارِسُ العدْوانَ على كلِّ غَمامَةٍ ماطِرَةْ وَيَفْتَحُ لكلِّ نَهْدٍ ملفاً سرِّياً .. وَيَنْتَظرُ مَعَ كلِّ ورْدةٍ مَحْضرَ تَحْقيقْ !!، ، 5 يا حبيبتي .. ماذا نَفْعلُ في هذا الوطنْ ؟ الذي يخافُ أن يرى جَسَدَهُ في المرآةِ .. حتى لا يُسْتَشْهدَ .. و يخافُ أنْ يسْمعَ صوتَ امرأةٍ في التِّلفون .. حتى لا يَنْقُضَ وضوءهْ .. ماذا نَفْعلُ في هذا الوطنِ ؟ الذي يَعْرفُ كلَّ شيءٍ عنْ ثَوْرةِ أكْتوبرْ .. وثورةِ الزِّنْجِ .. وثورةِ القرامِطَةْ .. وَيَتصرَّفُ معَ النِّساءِ كأنَّهُ شيخُ طريقَهْ .. ماذا نَفْعلُ في هذا الوَطَنِ الضَّائِعِ .. بَيْنَ مُؤلَّفاتِ الإمامَ الشَّافِعِيِّ، ، ومُؤلَّفاتِ لِينينْ .. بيْنَ الماديَّةِ الجَدَلِيَّةِ .. وصورِ (البورنو) .. بَيْنَ كُتُبِ التَّفْسيرِ .. ومِجَلَّةِ ( البلاي بوي) .. بيْنَ فِرْقةِ ( المُعْتزِلَةْ ) .. وَفِرْقَةِ ( البيتلز) .. بَيْنَ رابِعةَ العَدَوِيَّةِ .. وَبَيْنَ ( إيمانويل ) .. 6 أيَّتها المُدْهِشَةُ كالْعابِ الأَطْفالْ إنَّني اعْتبرُ نَفْسي مُتَحَضِّراً .. لأَني أُحبُّكْ .. وأَعْتبرُ قصائدي تاريخيَّةً .. لأَنَّها عاصَرَتْكِ .. كُلُّ زَمَنٍ قَبْلَ عَيْنَيْكِ هوَ احْتمالْ .. وكُلُّ زمنٍ بَعْدهُما هوَ شظايا .. فلا تَسْأليني لماذا أنا مَعَكْ .. إنَّني أريدُ أنْ أَخْرُجَ مِنْ تَخَلُّفي .. وأَدْخلَ في زمنِ الماءْ .. أريدُ أنْ اهْرُبَ منْ جمهوريَّةِ العَطَشِ .. وأَدْخلَ جمهوريَّةَ المانوليا .. أريدُ أنْ أَخْرُجَ منْ بُعولَتي .. وأَجْلس تحتَ الشَّجرْ .. وأَغْتسلَ بماءِ الينابيعِ .. وأَتَعَلَّمَ أسْماءَ الأَزْهارْ .. أريدُ أنْ تُعلِّميني القراءَةَ والكتابَةَ .. فالكِتابَةُ على جَسَدكِ أوَّلُ معْرفةْ .. و الدُّخولُ إليهَ دخولٌ إلى الحضارةْ .. إنَّ جَسَدَكِ ليسَ ضِدَّ الثَّقافَةِ .. و لَكِنَّهُ الثَّقافةْ .. وَمَنْ لا يَقْرأُ دفاتِرَ جَسَدكِ يَبْقى طولَ حَياتِهِ .. أُمِّيا ..
أكبر من كل الكلمات
سيدتي عندي في الدفترْ ترقُصُ آلافُ الكَلِماتِ واحدة في ثوب أصفرْ واحدة في ثوب أحمرْ يَحْرِقُ أطْرافَ الصَفَحاتِ أنا لَسْتُ وحيداً في الدنيا عائلتي .. حِزْمَةُ أبْياتِ أنا شاعِرُ حُبٍّ جوالٌ تَعْرِفُهُ كُلُّ الشُّرفاتِ تَعْرِفُهُ كُلُّ الحُلْواتِ عنْدي للحبِّ تَعابير ما مَرَّتْ في بالِ دواةِ الشَّمْسُ فَتَحْتُ نَوافِذَها وتَرَكْتُ هنالكَ مرساتي و قَطَعْتُ بحاراً .. وبحاراً أَنْبِشُ أعْماقَ المَوْجاتِ أَبْحثُ في جَوْفِ الصَّدفاتِ عنْ حَرْفٍ كالقَمَرِ الأَخْضَرْ أُهْديهِ لِعَيْنَيْ مَوْلاتي سيِّدتي! في هذا الدَفْتَرْ تَجدينَ ألوفَ الكَلِماتِ الأبْيضُ مِنْها .. والأَحْمَرْ الأَزْرقُ منْها، ، والأَصْفَرْ لكِنَّكِ .. يا قَمَري الأَخْضَرْ أحْلى مِنْ كُلِّ الكلماتْ أكْبَرُ مِنْ كُلِّ الكَلماتْ .. | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:41 pm | |
| اكتئاب
ليس في ذهني جواب واضح لسؤالاتك ، يا سيدي .. كل ما أعرفه أنني أزداد حزناً حين عيناك تزيدان اتساعاً وسواداَ .. أنا لا أكتب في الغربة شعراً إنني أنكش جمراَ ورماداً ما الذي من لغة الشاعر يبقى؟ عندما يستعمل اللون الرمادي مداداً ما الذي من عنفوان الشعر يبقى .. عندما يصبح الكرسي في المقهى .. بلاداً؟
اكتبي لي
إليَّ اكْتُبـي ما شِئْتِ .. إني أُحِبُّـهُ وأتْلـوهُ شِـعْراً .. ذلِكَ الأدَبَ الحُـلْوا
وتَمْتَصُّ أَهْدابي انْحِنـاءاتُ ريشَـةٍ نِسـائِيَّةُ الرِعْـشاتِ .. ناعِمَةُ النَجْوي
عليَّ اقْصُصي أنبـاءَ نَفْسَكِ .. وابْعثي بِشَكْواكِ ، مَـنْ مِثْلي يُشارِكُكِ الشَّكْوي ؟
لَتُفْرِحُني تِلْكَ الوُرَيْقـاتُ حُبِّـرَتْ كمـا تُفْـرِحُ الطِّفْلُ الألاعيبُ والحَلْوي
وما كانَ يأْتي الصَّبْرُ .. لولا صَحـائِفٌ تُسَلَّمُ لي سِـرّاً .. فَتُلْهِـمُني السّـلوي
أحِنُّ إلي الخَـطِّ المَليـسِ .. ورُقْعَةٍ تَطايَـرُ كالنَّجْـماتِ أَحْرُفُها النَّشوي
أُحِسُّكِ ما بيْنَ السُّـطورِ ضَحـوكَةً تُحَـدِّثُني عيْنـاكِ في رِقَّـةٍ قُصْوي
تَغَلْغَلْتِ في بـالِ الحُروفِ مشـاتِلاً وصَوْتاً حريريَّ الصَّدي ، وادِعـاً ، حُلْوا
رسـائِلُكِ الخَضْراءِ .. تَحْيا بِمَكْتَبي مَسـاكِبُ وَرْدٍ تَنْشُرُ الضَّـوْءَ والصَّحْوا
زَرَعْتِ جواريري شـذاً وَبَراعِمـاً وأَجْرَيْتِ في أخْشـابِها المـاءَ والسِّرْوا
إليَّ اكْتُبي إمَّـا وُجِـدْتِ وَحيـدَةً تُدَغْـدِغَكِ الأحـلامُ في ذلكَ المـأْوي
ومَـرَّت علي ليـنِ الوسادَةِ صًورتي تُخَضِّـبُها دَمْعـاً .. وتُغْرِقُهـا شجْـوا
وما بِكِ تَرْتابينَ ؟ هـلْ مِنْ غَضـاضَةٍ إذا كَتَبَتْ أُخْـتُ الهـوى للذي تَهْوى ؟
ثِقي بالشذا يَجْري بِشَعْـرِكِ أَنْهُـراً رَسـائِلُكِ النَّعْمـاءُ في أَضْلُعي تُطْـوي
فَلَسْـتُ أنا مَنْ يَسْـتَغِلُّ صبيَّـةً لِيَجْعَلَها في النَّاس أُقْصـوصَةً تُـروي
فمـا زالَ عِنْدي ـ رَغْمَ كُلِّ سوابِقي ـ بَقيَّةُ أخْـلاقٍ .. وشيءٌ مِنَ التَّقْـوي | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:42 pm | |
| إلا الكلمة
ليس هنالك حل آخر إلا الكلمة .. ليس هنالك ثدي آخر قد أرضعني إلا الكلمة .. ليس هنالك وطن آخر قد آواني إلا الكلمة .. ليس هنالك في تاريخي .. امرأة أخرى إلا الكلمة ..
ألا تَجْلسينَ قليلا
ألا تجلسينَ قليلاً ألا تجلسين ؟ فإن القضية أكبرَ منكِ .. وأكبرَ مني .. كما تعلمين .. وما كان بيني وبينكِ .. لم يكُ نقشاً على وجه ماء ولكنه كان شيئاً كبيراً كبيراً .. كهذي السماء فكيف بلحظةِ ضعفٍ نريد اغتيالَ السماء ؟ .. ألا تجلسين لخمس دقائقَ أخرى ؟ ففي القلب شيءٌ كثير .. وحزنٌ كثيرٌ .. وليس من السهل قتلُ العواطف في لحظات وإلقاءُ حبكِ في سلةِ المهملات .. فإن تراثاً من الحبِ .. والشعرِ .. والحزن .. والخبز .. والملحِ .. والتبغ .. والذكريات يحاصرنا من جميع الجهات فليتكِ تفتكرينَ قليلاً بما تفعلين فإن القضيةَ .. أكبرُ منكِ .. وأكبرُ مني .. كما تعلمين .. ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً لما نحن فيهِ .. وأن الحمامةَ ليست طريقَ اليقين وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينكِ .. ليست تموتُ بتلك السهوله ْ وأن المشاعرَ لا تتبدلُ مثل الثياب الجميلهْ .. أنا لا أحاولُ تغييرَ رأيكِ .. إن القرارَ قرارُكِ طبعاً .. ولكنني أشعر الآن أن جذورك تمتد في القلبِ، ذاتَ الشمالِ ، وذات اليمين .. فكيف نفكُّ حصارَ العصافير، والبحرِ، والصيفِ، والياسمينْ .. وكيف نقصُّ بثانيتين ؟ شريطاً غزلناه في عشرات السنين .. ـ سأسكب كأساً لنفسي .. ـ وأنتِ ؟ تذكرتُ أنكِ لا تشربين .. أنا لست ضد رحيلكِ .. لكن .. أفكر أن السماء ملبدةٌ بالغيوم .. وأخشى عليكِ سقوطَ المطر فماذا يضيركِ لو تجلسين ؟ لحين انقطاع المطرْ .. وما يضيركِ ؟ لو تضعينَ قليلاً منَ الكحل فوق جفونكِ .. أنتِ بكيتِ كثيراً .. ومازال وجهكِ رغم اختلاط دموعك بالكحل مثلَ القمرْ .. أنا لست ضدّ رحيلكِ .. لكنْ .. لديَّ اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعرِ، علَّ قليلاً من الشعرِ يكسرُ هذا الضجرْ .. .. تقولينَ إنكِ لا تعجبين بشعري!! سأقبل هذا التحدي الجديدْ .. بكل برودٍ .. وكل صفاء وأذكرُ .. كم كنتِ تحتفلينَ بشعري .. وتحتضنينَ حروفي صباحَ مساءْ .. وأضحكُ .. من نزواتِ النساء .. فليتكِ سيدتي تجلسين فإن القضية أكبر منكِ .. وأكبرُ مني .. كما تعلمين .. أما زلتِ غضبى ؟ إذن سامحيني .. فأنتِ حبيبةُ قلبي على أي حال .. سأفرضً أني تصرفتُ مثل جميع الرجال ببعض الخشونهْ .. وبعض الغرورْ .. فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسورْ ؟ وإحراقِ كل الشجر .. أنا لا أحاول ردَّ القضاء وردَّ القدر .. ولكنني أشعر الآنَ .. أن اقتلاعكِ من عَصَب القلب صعبٌ .. وإعدام حبكِ صعبٌ .. وعشقكِ صعبٌ وكرهكِ صعبٌ .. وقتلكِ حلمٌ بعيد المنالْ .. فلا تعلني الحربَ .. إن الجميلاتِ لا تحترفن القتالْ .. ولا تطلقي النارَ ذات اليمين، وذاتَ الشمال .. ففي آخر الأمرِ .. لا تستطيعي اغتيالَ جميع الرجالْ .. لا تستطيعي اغتيالَ جميع الرجالْ ..
إلا معي
سَتَذْكُرينَ دائماً أصابعي، ، لوْ أَلفَ عامٍ عِشْتِ .. يا عَزيزَتي سَتَذْكُرينَ دائِماً أَصابعي .. فضَاجِعي مَنْ شِئْتِ أنْ تُضاجِعي .. ومارِسي الحُبَّ .. على أرْصِفَةِ الشَّوارِعِ نامي معَ الحُوذِيِّ , والْلوطِيِّ والإسكافيِّ .. والمُزارِعِ نامي مَعَ المُلوكِ و اللُصوصِ والنُّسَّاكِ في الصَّوامِعِ نامي مَعَ النِّساءِ , لا فَرْقَ , مَعَ الرِّيحِ , مَعَ الزَّوابِعِ .. فَلَنْ تَكوني امْرأةً .. إلا مَعي .. إلا مَعي .. | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:42 pm | |
| الالتصاق
1 هلْ سَنبْقي سنَةً أُخْري علي هذا السريرْ ؟ نَتَعاطى الشَّايَ والزُّبْدَةَ .. والجنسَ .. علي نَفْسِ السريرْ ؟ إنَّني أحْفَظُ جُغْرافيَّةَ النَّهْدَيْنِ .. يا سيِّدتي عنْ ظَهْرِ قَلْبْ .. وأنا أعْرِفُ كالتِّلْميذ أخْبارَ الحضاراتِ التي قدْ نشَأتْ بيْنَهُما .. عنْ ظَهْرِ قلبْ .. وأنا أعْرِفُ .. طَعْمَ العَرَقِ المالِحِ يَجْري مِنْ مَساماتِكِ .. والجُرْحَ الطُّفوليَّ علي رُكْبَتِكِ اليُسْري ، ، وهذا الوَبَرَ النَّامي علي سلْسِلَةٍ الظَّهْرِ .. كأسْلاكِ الحَريرْ والدَّبابيسَ التي تَرْقُدُ في شَعْرِكِ والعِطْرَ الذي يَسْتَعْمِلُ السِّكينَ في الإقْناعِ .. والنَّهْدَ الذي يَحْتَرِفُ القَتْلَ وَجاهيَّاً .. وما زالَ علي القَتْلِ صغيرْ .. وأنا أَعْرِفُ وَقْتَ المَدِّ والجَزْرِ .. وتَوْقيتَ الأَعاصيرْ .. وأشْكالَ النَّباتاتِ .. وأسْماءَ العصافيرِ التي تَنْقِرٌ مِنْ ثَغْرِكِ .. رُمَّاناً .. وقَمْحاً .. وَتَطيرْ .. 2 هلْ سيبْقي جسدي مُسْتَنْفِراً مِثْلَ جوادٍ عربيْ .. راكِضاً فوْقَ المرايا .. ومَداساتِ البيانو .. وصَناديقِ الحُليْ .. هلْ سأبْقي ؟ ذاهلاً في حَضْرَةِ النَّهْدِ ذهولَ البَدَويْ .. إنَّني آمَنْتُ يا سيِّدتي .. أنَّ شَكْلَ الأرْضِ شَكْلٌ كُرَويْ .. 3 هلْ سَنَبْقي سنةً أخري .. علي هذا الفِراشِ الفَوْضَويْ ؟ نَكْتَسي حيناً .. وحيناً نَتَجَرَّدْ هلْ بدأْنا ؟ نَسْتَطيبُ النَّوْمَ في زِنْزانَةِ الجِنْسِ المؤبَّدْ .. هلْ تَحوَّلنا إلي نَقْشٍ .. علي قبْرِ أميرٍ بابليْ ؟ هلْ بدأْنا نَتَعَوَّدْ ؟ هذهِ الرَّائِحةُ العاليةُ الصَّوْتِ .. أنا اعْتَدْتُ عليها مثْلما اعتادَتْ عليْ .. فإذا رأسُكِ .. إقليمٌ صغيرٌ فوْقَ صّدْري وإذا أنْتِ امتدادٌ ليدّيْ .. 4 آه يا سيِّدتي ! كَمْ أنا مُخْتَجِلٌ مِنْكِ وآسفْ فأنا أعْرِفُ ـ حتّى ـ عددَ الخيطانِ في هذي الشَّراشِفْ عبثاً .. أبْحَثُ في عينيكِ عمَّا أجْهلُهُ .. عبثاً أبحثُ .. عنْ أيِّ سؤالٍ أسألُهْ .. إنّني أعْرفُ كالسيَّاحِ أحْجامَ التّماثيلِ .. منَ العصْرِ النُحاسيِّ إلي اليومِ .. وأشْكالَ الأباريقِ .. مِنَ العصْرِ الفينيقيِّ إلي اليوْمِ .. وأنواعَ الرسومِ الفارسيَّاتِ .. وأعمالَ رفائيلَ ، وفانْ كوخَ ، وبيكاسو ، وغويا .. ويواقيتَ بني عُثْمانَ .. والنَّقْشَ البيزَنْطيَّ علي أبْوابِ نَهْدَيْكِ .. وفَوْحَ المِسْكِ ، والنَّارِنجِ .. مِنْ تَحْتِ السوالِفْ .. آهِ .. يا سيِّدتي .. آهِ .. ما أشقي أدِلَّاءَ المَتاحِفْ .. 5 نَحْنُ جَرَّبْنا الهوى قبلَ العِشاءْ .. ثُمَّ جرَّبْناهُ ما بَعْدَ .. وأثناءَ العشاءْ .. وسَحضقْنا بَعْضَنا مثلَ طواحينِ الهواءْ .. ثمَّ ماذا ؟ إنَّني أعْلَمُ عنْ جسْمِ ما يَجْهَلُهُ كلُّ أصْحابِ الكراماتِ .. وكلُّ الأوْلياءْ .. زانا أعْلَمُ بالتَفْصيلِ يا سيِّدتي كلَّ وادٍ فيهِ ، أو سُنْبُلَهٍ .. أوْ نَبْعَ ماءْ .. هكذا يَفعلُ كلُّ الأغْبياءْ .. 6 ارفَعي الأغْطيَةَ البيْضاءَ .. فالحرُّ شديدْ .. وفمي مُمْتَلئٌ بالسَّمَكِ الميِّتِ .. واللَحْمِ القَديدْ لَمْ يَعُدْ يُبْهِرُني شيءٌ .. ولا يُدْهِشُني شيءٌ .. ولا أدري إذا كُنْتُ شقيَّاً .. أمْ سعيدْ فلَقَدْ أدْمَنْتُ أيَّامَ البَطالَةْ أنا لا أفْعَلُ شيئاً .. غيرَ تَبْريدِ الزُّجاجاتِ .. وتَدْخينِ السجائرْ أنْتِ لا تَدْرينَ شيئاً .. غيرَ تَقْليبِ المِجلَّاتِ .. وتَقْليمِ الأظافِرْ ليتَنا نَفْتَحُ يا سيِّدتي الستائرْ فانا اشتَقْتُ لأخْبارِ العَصافيرِ .. وأخْبارِ المَطَرْ .. وأنا اشْتَقْتُ كثيراً .. لِنِداءاتِ الصَّواري .. ودهاليزِ القِطاراتِ .. وأوْراقِ السَّفرْ .. وأنا اشْتَقْتُ كثيراً .. وكثيراً .. لمِظَلَّاتِ المَقاهي .. ولأضْواءِ الدَّكاكينِ .. وأصْواتِ البَشَرْ ليتَنا نَفْعَلُ شيئاً .. قبْلَ أن يّذْبَحَنا سيْفُ الضَّجَرْ ..
إلي أجيرة
بدَراهمي .. لا بالْحديثِ النّاعِمِ .. حَطَّمْتُ عِزَّتَكِ المَنيعَةَ كُلَّها .. بِدَراهِمي وبما حَمَلْتُ مِنَ النَّفائِسِ والحريرِ الحالِمِ فأطَعْتِني .. وَتَبِعْتِني .. كالْقِطَّةِ العَمْياءِ .. مؤْمِنَةً بِكُلِّ مَزاعِمي فإذا بِصَدْرِكِ ، ذلِكَ المَغْرورُ ضِمْنَ غَنائِمي أيْنَ اعْتِدادُكِ ؟ أنْتِ أطْوَعُ في يَدي مِنْ خاتَمي قدْ كانَ ثَغْرُكِ مَرَّةً ربي .. فأَصْبَحَ خادمي آمَنْتُ بالحُسنِ الأجيرِ .. وَطِئْتُهُ بِدَراهِمي ورَكَلْتُهُ .. وذَلَلْتُهُ .. بِدُميً .. بأَطْواقٍ كَوَهْمِ الواهِمِ ذهبٌ .. وديباجٌ .. وأحْجارٌ تُشِعُّ .. فقاوِمي أيُّ المواضِعِ مِنْكِ .. لَمْ تَهْطُلْ عليْهِ غَمائِمي خيْراتُ صَدْرِكِ كُلِّها مِنْ بَعْضِ ، بَعْضِ مواسِمي بِدَراهِمي ! بإناءِ طيبٍ فاغِمِ وَمَشَيْتِ كالْفأْرِ الجبانِ إلي المَصيرِ الحاسِمِ ولَهَوْتُ فيكِ فما انْتَخَتْ شَفَتاكِ تَحْتَ جرائِمي والأرْنَبانِ الأبْيَضانِ علي الرُخامِ الهاجِمِ جَبُنا .. فما شَعُرا بِظُلْمِ الظَّالِمِ وأنا أَصُبُّ عَليْهِما ناري ونارَ شَتائِمي ردي .. فَلَسْتُ أُطيقُ حُسْناً لا يَرُدُّ شَتائِمي !! مِسْكينَةٌ لَمْ يَبْقَ شيءٌ مِنْكِ مُنْذُ اسْتَعْبَدَتْكِ دراهِمي .. | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:43 pm | |
| إلي الأمير الدمشقي ( توفيق القباني )
1 مُكَسَّرةٌ كَجُفونِ أَبيكَ هيَ الكَلماتْ .. وَمَقْصوصَةٌ ، كَجناحِ أبيكَ، هيَ المُفْرداتْ فَكَيفَ يُغني المُغني ؟ وَقَدْ مَلأَ الدَّمْعُ كُلَّ الدَّواةْ .. وماذا سَأكْتُب يا بُنَيَّ ؟ وَمَوْتُكَ ألْغى جَميعَ اللُغاتْ .. 2 لِأَيِّ سَماءٍ نَمُدُّ يَدَيْنا ؟ ولا أَحَداً في شَوارِعِ لَنْدنَ يَبْكي عَلَيْنا .. يُهاجِمُنا المَوْتُ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ .. وَيَقْطعُنا مِثْلَ صَفْصَافَتَيْنْ فأَذْكُر، حينَ أَراكَ، عَلِيَّاً .. وتَذْكُرُ حينَ تَراني ، الحُسَيْنْ 3 أَشيلُكَ، يا وَلَدي ، فَوْقَ ظَهْري كَمِئْذَنَةٍ كُسِرَتْ قِطْعتَيْنْ .. وَشَعْرُكَ حَقْلٌ مِنَ القَمْحِ تَحْتَ المَطَرْ .. ورَأْسُكَ في راحَتَي وَرْدةٌ دِمَشْقيَّةٌ .. وبقايا قَمَرْ .. أُواجِهُ مَوْتكَ وَحْدي .. وَأَجْمَعُ كُلَّ ثيابِكَ وَحْدي .. وأَلْثُمَ قُمْصانَكَ العَاطِرَاتِ .. وَرَسْمُكَ فَوْقَ جَوازِ السَّفَرْ وأَصْرُخُ مِثْلَ المجانينِ وَحْدي وكُلُّ الوجُوهِ أمامي نُحَاسٌ وكُلُّ العُيونِ أمامي حَجَرْ فكَيفَ أُقاوِمُ سَيْفَ الزَّمانِ ؟ وسَيْفي انْكَسَرْ .. 4 سأُخْبركُمْ عنْ أميري الجميلْ عَنِ الْكانَ مِثْلَ المرايا نقاءً .. ومثْلَ السنابلِ طولاً .. ومثُل النَّخيلْ .. وكانَ صديقَ الخِرافِ الصَّغيرةِ .. كانَ صديقَ العصافيرِ .. كانَ صديقَ الهَديلْ سأُخْبرُكُمْ عنْ بَنَفْسَجِ عَيْنَيْهِ .. هلْ تَعْرفونَ زُجاجَ الكنائِسِ ؟ هلْ تعْرفونَ دُموعَ الثُّرَيَّاتِ حينَ تَسيلْ .. وهلْ تعْرفونَ نَوَافيرَ روما ؟ وحُزْنَ المراكِبِ قَبْلَ الرَّحيلْ سأُخْبركُمْ عَنْهُ .. كانَ كيوسُفَ حُسْناً .. وكنتُ أخافُ عليهِ مِنَ الذِّئْبِ كُنْتُ أخافُ على شَعْرهِ الذَّهبيِّ الطويلْ .. وأمْس أَتَوا يَحْملونَ قميصَ حبيبي وقدْ صَبَّغَتْهُ دماءُ الأصيلْ فما حيلَتي يا قَصيدَةَ عُمْري ؟ إذا كُنْتَ أنْت جَميلاً .. وحَظِّي قَليلْ .. 5 لماذا الجَرَائِدُ تَغْتالُني ؟ وتَشْنُقُني كُلَّ يَوْمٍ بحَبْلٍ طويلٍ مِنَ الذِّكْرياتْ أُحاوِلُ أن لا أُصَدِّقَ مَوْتكَ ، كُلُّ التَّقاريرِ كِذْبٌ، وكُلُّ كلامِ الأطبَّاءِ كِذْبٌ، وكُلُّ الأكاليلِ فَوْقَ ضَريحِكَ كِذْبٌ .. وكُلُّ المَدَامِعِ والْحَشْرجَاتْ .. أُحاوِلُ أن لا أُصدِّقَ أنَّ الأميرَ الخُرافيَّ تَوْفيقَ ماتْ .. وأنَّ الجَبينَ المُسافِرَ بَيْنَ الكَواكِبِ ماتْ .. وأنَّ الذي كَانَ يَقْطُفُ مِنْ شَجَرِ الشَّمْسِ ماتْ .. وأنَّ الذي كانَ يَخْزُنُ ماءَ البِحَارِ بِعَيْنيْهِ ماتْ .. فَمَوْتُكَ يا وَلَدي نُكْتةٌ .. وقَدْ يُصْبِحُ المَوْتُ أَقْسى النِّكاتْ 6 أُحاوِلُ أن لا أُصدِّقَ ، ها أَنْتَ تَعْبُرُ جِسْرَ الزَّمالِكِ، ها أنْتَ تَدْخُلُ كالرُّمْحِ نادي الْجَزيرَةِ، تُلْقي على الأَصْدِقاءِ التَّحيَّةْ، تَمْرُقُ مِثْلَ الشُّعاعِ السَّماوِيِّ بَيْنَ السَّحابِ وَبَيْنَ المَطَرْ .. وها هِيَ شَقَّتُكَ القاهِريَّةُ، هذا سَريرُكَ، هذا مَكانُ جلوسك، ها هِيَ لَوْحاتُكَ الرَّائِعاتْ .. وأَنْتَ أمَامي بِدِشْداشَةِ القُطْنِ، تَصْنعُ شايَ الصَّباحِ، وتَسْقي الزُّهورَ على الشُّرُفاتْ .. أُحاوِلُ أن لا أُصَدِّقَ عَيْني .. هُنا كُتبِ الطِّبِّ ما زالَ فيها بَقِيَّةُ أَنْفاسِكَ الطَّيِّباتْ وها هُوَ ثَوْبُ الطَّبيبِ المُعلَّقِ يَحْلُمُ بالمَجْدِ والأُمْنياتْ فيا نَخْلةَ العُمْرِ .. كيفَ أُصدِّقُ أنَّكَ تَرْحَلُ كالأُغْنياتْ وأنَّ شِهادَتَكَ الجامِعِيَّةَ يَوْماً .. سَتُصْبحُ صَكَّ الوَفاةْ!! 7 أَتَوْفيقُ .. لوْ كانَ لِلْمَوْتِ طِفْلٌ، لأَدْرَكَ ما هُوَ مَوْتُ البَنينْ ولوْ كانَ للموْتِ عَقْلٌ .. سَأَلْناهُ كيْفَ يُفَسِّرُ مَوْتَ البلابِلِ والْياسَمِينْ ولوْ كانَ للمَوْتِ قَلْبٌ .. تَرَدَّدَ في ذَبْحِ أوْلادِنا الطَّيِّبينْ ، أَتَوْفيقُ يا مَلَكِيَّ الملامِحِ .. يا قَمَرِيَّ الجَبينْ .. صَديقاتُ بَيْروتَ مُنْتَظِراتٌ .. رُجُوعَكَ يا سَيِّدَ العِشْقِ والعاشِقينْ .. فَكَيْفَ سَأَكْسِرُ أَحْلامَهُنَّ ؟ وأُغْرِقَهُنَّ بِبَحْرِ الذُّهولْ وماذا أقولُ لَهُنَّ حَبيباتِ عُمْرِكَ، ماذا أقولْ ؟ 8 أَتَوْفيقُ .. إنَّ جُسورَ الزَّمالِكِ تَرْقُبُ كلَّ صباحٍ خُطاكْ وإنَّ الحَمَامَ الدِّمَشْقيَّ يَحْمِلُ تَحْتَ جَنَاحَيْهِ دِفْءَ هَواكْ فيا قُرَّةَ العَيْنِ .. كيْفَ وَجَدْتَ الحَياةَ هُناكْ ؟ فَهَلْ سَتُفَكِّرُ فينا قَليلاً ؟ وتَرْجعُ في آخرِ الصَّيْفِ حتَّى نَراكْ .. أَتَوْفيقُ .. إني جَبانٌ أمامَ رِثَائِكَ .. فارْحَمْ أباكْ ..
__________________ | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:43 pm | |
| إلي اللئيمة
ماذا لَدَيْكِ ؟ فَعِنْدي منْ راحَتَيْكِ اعْترافُ!!
رَسائِلٌ .. ورُسومٌ تَتْرى فماذا أَخَافُ ؟
أَكْداسُ حُبٍّ .. فهذا رَسْمٌ .. وهذا غُلافُ
خَزائِني مِنْكِ مَلْأي بيضٌ .. وَزُرْقٌ لِطافُ
لا تُحْرجيني .. فَثَأْريَ ثَأْرٌ .. وَسُمِّي زُعافُ
وذاكَ رَسْمٌ قَديمٌ إِطارُهُ رَفَّافُ
رَسْمٌ لنا يَوْمَ كُنا بِنا تُضئُ الضِّفافُ
هُنا بإِحْدى الزَّوايا إمْضاؤكِ الشَّفَّافُ
لا تَهْتُفي: ليْسَ خَطّي .. فَلِلْسُطورِ هُتافُ
الحَرْفُ حَرْفُكِ فيهِ تَأَنُّقٌ والْتِفافُ
هذي وَثَائِقُ حِقْدي وكُلُّها أَهْدافُ ..
وَتَصْرُخينَ: جَبَانٌ .. ثَلْجٌ .. وَعَهْدي عَفَافُ
لا .. لَنْ يَنَالَكِ غَيْري وفي يَديَّ اعْترافُ!!
إلي امرأة .. كانت حبيبتي
1 انْكَسَرَ إناءُ السيراميكِ الأزْرقْ الذي كُنا نَحتفِظُ بهْ وانكَسَرَ مَعَهُ شيءٌ في داخِلنا لا يُمْكِنُ إلصاقُهْ فأنا أعْرِفُ ، وأنتِ تَعْرفينْ أنَّ الأواني الجميلةَ لا يُمكِنُ إلْصاقُها 2 شاخَتْ كَلِماتُ الحُبِّ .. يا سيِّدتي شاخَتِ الألِفْ وشاخَتِ الحاءْ وشاخَتِ الباءْ فقَدَتْ تاءاتُ التأْنيثِ بَكارَتَها ولَمْ تَعُدْ نونُ النِسْوَةْ تّدُرُّ حليباً !! 3 كلُّ شيءٍ .. تَساقَطَ كالوَرَقِ اليابِسْ علي أرْضِ مُخيِّلتي كلُّ خواتِمكْ كلُّ مَكَاحِلِكْ كلُّ قُبَّعاتِكِ الصَّيْفيَّةْ كلُّ صِراعاتِكِ الهيْبيَّةْ تَحَوَّلَتْ إلي فَتافيتِ خُبْزٍ أكَلَتْها العَصافيرْ .. 4 أخْبريني ، يا سيِّدتي ماذا يَفْعلُ العاشِقُ بزُجاجِ القلبْ حينَ يَنْكَسِرْ ؟ وبالشَّهْوَةِ حينَ لا تَشْتَهي ؟ وبالصُّراخِ حينَ لا يَصْرُخْ ؟ وبالعِشْقِ حينَ لا يَعْشَقْ ؟ 5 نَحْنُ مُخْتَلِفانِ في كُلِّ شيءْ أنْتِ مُتَمَسِّكَةٌ بموسيقي خَلاخيلِكْ وأنا مُتَمَسِّكٌ بموسيقي حُريَّتي أنتِ مِنء حِزْبِ الوَسَطْ .. وأنا مِنْ حِزْبِ المَجانينْ .. أنْتِ مُقيمَةٌ في النُّصوصْ .. وأنا مُهاجِرٌ مِنها .. أنْتِ مُلْتَزِمَةٌ بِسُلْطَةِ القَبيلَةْ .. وأنا ضِدَّ جميعِ السُلُطاتْ .. أنتِ جُزْءٌ مِنَ التاريخْ .. وأنا لا تاريخَ لي .. 6 يا التي كُنْتِ تَمْلأينَ الدنيا وتُشْغلينَ الناسْ ماذا فَعلَ بكِ الزّمانْ ؟ ماذا فَعَلْتِ بِنَفْسِكْ ؟ كيفَ تَحوَّلْتِ مِنْ بطلةٍ شَهيرةٍ إلي فتاةِ كومْبارسْ ؟ ومِنْ روايةٍ كلاسيكيَّةٍ عظيمَةْ ؟؟ إلي مَقالةٍ صُحُفيَّةْ ؟ ومِنْ عملٍ تَشْكيليٍّ إلي عَملٍ لا شَكْلَ لهْ ؟ ومِنَ امْرأةٍ تُشْعِلُ الحرائقْ إلي امرأةٍ تَحْتَ الصّفْرْ .. 7 أيَّتُها الفينيقيَّةُ .. التي تاجَرَتْ بكُلِّ شيءْ .. وَخَسِرَتْ كُلَّ شيءْ .. لماذا لا تَعْتَرِفينْ ؟ بأنَّ ثوْراتِكِ كلَّها كانتْ علي الورقْ .. وعواطِفَكِ كلَّها كانتْ مِنْ ورقْ .. ومَراكِبَكِ كُلَّها كانَتْ مَصْنوعَةً مِنَ الورقْ .. 8 اخْتَلَفَتْ طُمُوحاتُنا ، يا سيّدتي فأنا ذاهبٌ إلي يسارِ القصيدةْ .. وأنْتِ ذاهِبَةٌ إلي يمينها .. أنا ذاهِبٌ باتجاهِ البحْرْ .. وأنْتِ ذاهِبَةٌ باتِّجاهِ الجاهليَّةْ .. أنا أبْحَثُ عَنْ حَجَرِ الفلاسِفةْ .. وأنْتِ تَبْحثينَ عنْ أحجارِ الزُّمُرُّدِ والياقوتْ .. أنا أبْحثُ عَنْ عناوينِ الريحْ .. وأنْتِ تَبْحثينَ عنْ باب المَحْكَمَةِ الشرعيَّةْ !! 9 ماذا حَدَثَ يا امرأةْ ؟ كيفَ تحَوَّلْتِ مِنَ امرأةٍ رافِضةْ إلي ثوْرَةٍ مُضادَّةٍ للثورَةْ ؟ وَمِنْ فَرَسٍ مُتَمَرِّدَةْ .. إلي سُجَّادَةٍ في قَصْرِ أبي لَهَبْ ؟؟ | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:44 pm | |
| إلي أين يذهب موتي الوطن
1 نموت مصادفة .. ككلاب الطريق ونجهل أسماء من يصنعون القرار . نموت .. ولسنا نناقش كيف نموت ؟ وأين نموت ؟ فيوماًً نموت بسيف اليمين . ويوماً نموت بسيف اليسار. نموت من القهر .. حرباً و سلماً .. ولا نتذكر اسماء من شيعونا . ولا نتذكر أوجه من قتلونا . فلا فرق ، في لحظة الموت ، بين المجوس .. وبين التتار !! . 2 بلاد .. تجيد كتابة شعر المراثي وتمتد بين البكاء .. وبين البكاء .. بلاد .. جميع مدائنها كربلاء .. 3 بلاد تعد حقائبها للرحيل وليس هناك رصيف .. وليس هناك قطار .. 4 بلاد بكعب الحذاء تدار . فلا من حكيم .. ولا من نبي .. ولا من كتاب .. بلاد .. بها الشعب يأخذ شكل الذباب .. بلاد .. يدير المسدس فيها شؤون الحوار .. بلاد يسيجها الخوف ، حيث العروبة تغدو عقاباً .. وحيث الدعارة تغدو انتصار .. 5 مباديء .. بالرطل مطروحة على عربات الخضار .. دساتير ، تكفل حرية الرأي ، تعرض كالفجل .. في عربات الخضار .. قصائد ليس عليها أزرار .. تضاجع في الليل كل خليفه .. وترضي جميع جنود الخليفه .. وترمى صباحاً كأية جيفه .. على عربات الخضار .. 6 بلاد .. بدون بلاد فأين مكان القصيدة بين الحصار وبين الحصار ؟ كأن الكتابة في مدن الملح .. فعل انتحار .. 7 بلاد تحاول أشجارها من اليأس .. أن تتوسل تأشيرة للسفر .. 8 أفتش عن وطني لا يجيء .. وأسكن في لغة ليس فيها جدار .. 9 بلاد تخاف على نفسها من قصيدة شعر .. ومن قمر الليل ، حين يمشط شعر المساء . وتخشى على أمنها من بريد الهوى .. وعيون النساء .. 10 إلى أن يذهب موتى الوطن ؟ وكل العقارات فيه ، مخصصة لاستضافة من يحرسون الرئيس .. ومن يطبخون طعام الرئيس .. ومن يدلكون بزيت البنفسج صدر الرئيس .. وبطن الرئيس .. ومن يحملون إليه كؤوس اللبن .. إلى أن يذهب من سقطوا في حروب الرئيس ؟ وما عندهم شقة للسكن !! .. 11 ولو موتنا كان من أجل أمر عظيم لكنا ذهبنا إلى موتنا ضاحكين .. ولو موتنا كان من أجل وقفة عز وتحرير أرض .. وتحرير شعب .. سبقنا الجميع إلى جنة المؤمنين .. ولكنهم قرروا أن نموت .. ليبقى النظام .. وأعمام هذا النظام .. وأخوال هذا النظام .. وتبقى تماثيل مصنوعة من عجين !!. 12 بحثت طويلاً عن المتنبي . فلم أر من عزة النفس إلا الغبار .. بحثت عن الكبرياء طويلاً .. ولكنني لم أشاهد بعصر المماليك .. إلا الصغار .. الصغار !! | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:44 pm | |
| إلي بيروت الأنثى مع الاعتذار
كَان لُبنَانُ لَكُم مَروَحَةٌ تَنشُرُ الأَلوَانَ وَالظِلَّ الظَلِيلاَ
كَم أَوَيتمُ مِن صَحَارَيكُم إلَيهِ تَطلُبونَ اَلمَاءَ وَالوَجهَ الجَمِيلاَ
واغْتَسلْتُمْ بِنَدَى غَابَاتهِ وِاخْتَبَأتُم تَحتَ جِفنَيِه طَوِيلاَ
وِتَسَلَّقتُم عَلَى أَشجارِهِ وِسَرَحْتُمْ فِي بَرَارِيِه وُعولاَ
وِشَرِبتمُ مِن خَوَابِيِه نَبِيذَاً وَسَمِعتُم مِن شَوَادِيهِ هَدِيلاَ
وِقَطَفتمُ مِن رَوَابِيهِ الخُزَامَى وَالعُيُونَ الخُضرَ وِالخَدَّ الأَسِيلاَ
وِاقتَنَيتمُ شَمْسَهُ لُؤلُؤَةً وِرِكبتمُ أَنجمُ اللَّيلِ خُيُولاَ
إِنَّهُ عَلّمَّكُم أَن تَعشقوا لَم يَكُن لُبنَانُ فِي العُشقِ بَخيلاَ
إِنَّهُ عَلََّمَكُم أَن تقرؤوا هَل تَقولون لَهُ : شُكراً جَزِيلاَ ؟
آه يَا عُشَّاقَ بَيرُوتَ القُدَامَى هَل وَجَدْتُمْ بَعدَ بَيرُوتَ البَدِيلاَ ؟
إِنَّ بَيرُوتَ هِيَ الأُنثَى الَتِي تَمنَحُ الخَصبَ وَتُعطِينَا الفُصُولاَ
إِن يَمُتْ لُبنَانُ .. مِتُّم مَعَهُ كُلُّ مَن يَقْتُلُهُ .. كَانَ القَتِيلاَ
كُلُّ قُبحٍ فِيِه .. قُبحُّ فِيكُمُ فَأَعِيدُوهُ كَمَا كَانَ جَمِيلاَ
إِنَّ كَوْناً لَيسَ لُبنَانُ فِيهِ سَوفَ يَبقَى عَدَماً أَو مُستَحِيلاَ
كُلُّ مَا يَطلُبُهُ لُبنَانُ مِنكُم أَن تُحِبُوهُ .. تُحِبُّوهُ قَلِيلاَ
إلي تلميذة
قلْ لي ـ ولوْ كذباً ـ كلاماً ناعما قدْ كادَ يَقْتُلُني بِكَ التِّمْثالُ
مازِلْتِ في فَنِّ المَحَبَّةِ .. طِفْلةً بَيْني وبَيْنكِ أَبْحُرٌ وجِبالُ
لَمْ تَسْتَطيعي ـ بَعْدُ ـ أَنْ تَفْهَمي أَنَّ الرِّجالَ جَميعُهُمْ أَطْفالُ
إنِّي لأَرْفُضُ أَنْ أَكونَ مُهَرِّجاً قَزْماً .. على كَلِماتِهِ يَحْتالُ
فِإذا وَقَفْتُ أمامَ حُسْنَكِ صامتاً فالصَّمْتُ في حَرَمِ الجَمالِ .. جَمالُ
كَلماتُنا في الحُبِّ .. تَقْتُلُ حُبَّنا إنَّ الحروفَ تَموتُ حينَ تُقالُ
قِصَصُ الهوى قَدْ أفْسَدَتْكِ .. فَكُلُّها غَيْبوبَةٌ .. وخُرافَةٌ .. وخَيالُ
الحُبُّ ليْسَ روايةً شَرْقِيَّةً بِخِتامِها يَتَزَوَّجُ الأَبْطالُ
لَكِنَّهُ الإِبْحارُ دونَ سَفينَةٍ وشُعورُنا أنَّ الوصولَ مُحالُ
هوَ أنْ تَظَلَّ على الأَصابِعِ رَعْشةٌ وعلى الشِّفاهِ المُطْبَقَاتِ سؤالُ
هوَ جَدْوَلُ الأَحْزانِ في أعْماقِنا تَنْمو كُرومٌ حَوْلهُ .. وغِلالُ
هوَ هذهِ الأَزَماتُ تَسْحَقُنا مَعاً فَنَموتُ نَحْنُ .. وَتُزْهِرُ الآمالُ
هوَ أنْ نَثورَ لأَيِّ شَيءٍ تافِهٍ هوَ يَأْسُنا .. هوَ شَكُّنا القَتَّالُ
هوَ هذهِ الكَفُّ التي تَغْتالُنا ونُقَبِّلُ الكَفَّ التي تَغْتالُ
لا تَجْرَحي التِّمْثالَ في إِحْساسِهِ فَلَكَم بكى في صَمْتِهِ .. تِمْثالُ
قَدْ يَطْلُعُ الحَجَرُ الصَّغيرُ بَراعِما وَتَسيلُ مِنْهُ جَداوِلٌ وظِلالُ
إني أُحِبُّكِ .. مِنْ خلالِ كآبَتي وَجْهاً كَوَجْهِ اللهِ لَيْسَ يُطالُ
حَسْبي وَحَسْبُكِ .. أنْ تَظَلِّي دائِماً سِرْاً يُمَزِّ قُني .. وَلَيْسَ يُقالُ | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:45 pm | |
| إلي حبيبتي في رأس السنة
1 أَنْقلُ حُبي لكِ منْ عامٍ إلى عامْ .. كما يَنْقلُ التلميذُ فُروضَهُ المَدْرسِيَّةُ إلى دَفْترٍ جديدْ أنْقلُ صورَتَكِ .. ورائِحَتُكِ .. ورَسائِلُكِ .. ورَقْمَ هاتِفِكِ .. وصُنْدوقَ البَريدْ وأُعَلِّقُها في خِزانَةِ العامِ الجَديدْ .. وأمْنحُكِ تَذْكرةَ إِقامَةٍ دائِمَةٍ في قَلْبي .. 2 إنَّني أُحبُّكْ .. و لنْ أتْرُكَكِ وَحْدكِ على وَرَقةِ 31 ديسِمْبرَ أبداً سأَحْملُكِ على ذِراعيَّ .. وأَتَنَقَلُ بِكِ بينَ الفصولِ الأرْبَعةْ .. ففي الشتاءِ سأَضَعُ على رَأسِكِ قُبعةُ صوفٍ حمْراءْ .. كيْ لا تَبْرَدي وفي الخَريفِ سَأُعْطيكِ مِعْطفَ المَطَرْ الوَحيدِ الذي أَمْلُكهْ كيْ لا تَتَبلْلَي .. وفي الرَبيعِ .. سأَتْرُكُكِ تنامينَ على الحَشائِشِ الطَّازَجَةْ .. و تَتَناوَلينَ طعامَ الإِفْطارِ .. معَ الجَنادِبِ والعصافيرْ .. و في الصَّيفِ سأشْتري لكِ شَبَكةَ صيْدٍ صَغيرةْ .. لتَصْطادي المَحارْ .. و طُيورَ البَحْرْ .. و الأسْماكَ المَجْهولةَ العناوينْ .. 3 أنّني أُحبُكْ .. و لا أريدُ أنْ أرْبُطكِ بِذاكِرَةِ الأفْعالِ الماضِيةْ .. و لا بِذاكِرَةِ القِطاراتِ المُسافِرةْ .. فأَنْتِ القِطارُ الأَخيرُ الذي يُسافِرُ ليلاً ونَهاراً فوْقَ شَرايينِ يَديْ .. أَنْتِ قِطاري الأَخيرُ .. وأنا مَحَطَّتُكِ الأَخيرَةْ .. 4 إنّني أُحِبُّكْ .. و لا أُريدُ أنْ أَرْبُطَكِ بالماءِ .. أوْ بالرِّيحْ أوْ بالتَّاريخِ الميلاديِّ أوِ الهِجْريِّ .. و لا بِحرَكاتِ المدِّ والجَزْرْ .. أوْ ساعاتِ الخُسوفِ و الكُسوفْ لا يُهِمُّنى ما تَقولُهُ المَرَاصِدُ .. و خُطوطُ فَناجِينِ القَهْوَةْ .. فَعَيْناكِ وَحْدَهُما هُما النُّبوءَةْ وهُما المَسْئولَتانِ عَنْ فَرَحِ هذا العالَمْ .. 5 أُحِبُّكْ .. وأُحبُّ أنْ أَرْبُطكِ بزَمني .. وبِطَقْسي .. وأَجْعلَكِ نَجْمةً في مَداري .. أُريدُ أنْ تَأْخُذي شَكْلَ الكَلِمةْ .. ومَسافَةَ الوَرَقَةْ .. حتّى إذا نَشَرْتُ كتاباً .. وقرأَهُ النّاسْ .. عَثَروا عَليْكِ كالْوَرْدَةِ في داخِلهْ .. أُريدُ أنْ تَأْخُذي شَكْلَ فَمي .. حتّى إذا تَكَلّمْتُ .. وَجَدَكِ النّاسُ تَسْتَحِمِّينَ في صَوْتي .. أُريدُكِ أنْ تَأْخُذي شَكْلَ يَديْ .. حتّى إذا وَضَعْتُها على الطّاوِلةْ .. وَجَدكِ النّاسُ نائِمةً في جَوْفِها .. كَفراشِةٍ في يَدِ طِفْلْ .. إنّني لا أَحْتَرِفُ طُقوسَ التَهْنِئَةْ إنّني أَحْترِفُ العِشْقَ .. وأَحْتَرِفُكْ .. يَتَجَوَّلُ هوَ فوْقَ جِلْدي .. وتَتَجَوَّلينَ أنْتِ تَحْتَ جِلْدي .. وأَمّا أَنا .. فأَحْمِلُ الشّوارِعَ و الأَرْصِفَةَ المَغْسولَةَ بالمَطَرِ .. على ظَهْري .. وأَبْحثُ عَنْكْ .. 6 لماذا تَتَآمَرينَ عليَّ مَعَ المَطَرِ ؟ مادُمْتِ تَعْرِفينْ .. أَنَّ كُلَّ تاريخي مَعَكِ .. مُقْتَرِنٌ بِسُقوطِ المَطَرْ .. وأَنَّ الحَساسِيَّةَ الوَحيدَةَ التي تُصيبُني .. عِنْدما أَشُمُّ رائِحَةَ نَهْدَيْكِ .. هيَ حَساسِيَّةُ المَطَرْ لماذا تَتَآمَرينَ عليَّ .. ؟ مادُمْتِ تَعْرفينْ .. أَنّ الكِتابَ الوَحيدَ الذي أقْرؤوهُ بَعْدَكِ .. هوَ كِتابُ المَطَرْ .. 7 إنّني أُحبُّكْ .. هذِهِ المِهْنَةُ الوَحيدَةُ التي أُتْقِنُها .. وَيَحْسِدُني عَلَيْها أَصْدِقائي .. وأَعْدائي .. قَبْلكِ .. كانَتِ الشَّمْسُ والجِبالُ والغاباتُ .. في حالَةِ البَطالةْ .. و اللغَةُ بِحالَةِ البَطالَةْ .. والعَصافيرُ بِحالَةِ بَطالَةْ .. فشُكْراً لأَنَّكِ أَدْخَلْتِني المَدْرسَةْ .. وشُكْراً .. لأَنّكِ عَلَّمْتِني أَبْجَديَّةَ العِشْق .. وشُكُراً .. لأَنَّكِ قَبِلْتِ أَنْ تَكوني حَبيبَتي ..
__________________ | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:45 pm | |
| إلي رجل
متى ستعرف كم أهواك .. يا رجلاً أبيع من أجله الدنيا .. وما فيها
يا من تحديت في حبي له .. مدناً بحالها .. وسأمضي في تحديها
لو تطلب البحر .. في عينيك أسكبه أو تطلب الشمس .. في كفيك أرميها
أنا أحبك ، فوق الغيم أكتبها وللعصافير ، والأشجار .. أحكيها
أنا أحبك ، فوق الماء أنقشها وللعناقيد .. والأقداح .. أسقيها
أنا أحبك ، يا سيفاً أسال دمي يا قصة لست أدري ما أسميها
أنا أحبك ، حاول أن تساعدني فإن من بدأ المأساة .. ينهيها
وإن من فتح الأبواب .. يغلقها وإن من أشعل النيران .. يطفيها
يا من يدخن في صمت .. ويتركني في البحر .. أرفع مرساتي وألقيها
ألا تراني ببحر الحب .. غارقة والموج يمضغ آمالي ويرميها
انزل قليلاً عن الأهداب .. يا رجلاً مازال يقتل أحلامي .. ويحييها
كفاك .. تلعب دور العاشقين معي وتنتقي كلمات .. لست تعنيها
كم اخترعت مكاتيبا ً .. سترسلها وأسعدتني ورود .. سوف تهديها
وكم ذهبت لوعد .. لا وجود له وكم حلمت بأثواب سأشريها
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني وحيرتني ذراعي .. أين ألقيها ؟
ارجع إلي .. فإن الأرض واقفة كأنما الأرض فرت من ثوانيها
ارجع .. فبعدك لا عقد أعلقه ولا لمست عطوري في أوانيها
لمن جمالي ؟ لمن شال الحرير ؟ لمن ؟ ضفائري منذ أعوام أربيها ؟
ارجع كما أنت ، صحو كنت أم مطر فما حياتي أنا .. إن لم تكن فيها
إلي رداء أصفر
مَرْحَبـاً يا رِداءُ .. يا صَيْحَـةَ الطيبِ وَصُبِّحْـتَ بالرِّضـا .. يا رِداءُ
يا مَريضَ الخُيـوطِ .. يا أَصْفَـرَ الهَمْس صباحي عليـكَ وَرْدٌ ومـاءُ ..
مَنْ بِـدَرْبي رَمَـاكَ ؟ شـلالَ لوْنٍ فَطَريقي بَراعِـمٌ خّضْـراءُ ..
دُرْتَ .. واحْتَرْتَ .. واحْتَفَلْتَ بصـدْرٍ مَسَحَتْهُ بكَفِّهـا الكِبْرِيـاءُ ..
انْسَدِلْ يا طويـلُ .. دُسْ فَوْقَ نَهْـدٍ زَنْبَقيٍّ .. صَلَّي عَلَيْـهِ الضِّيـاء ..
مِنْ شُحـوبي غُزِلْتَ ثَوْبـاً أنيقـاً ترْتَديهِ عمْلاقَـةٌ .. فَرْعـاءُ ..
أنْتَ يا زِراعَ الطريـقِ .. حَكايـا لوْ تُعـادُ الحِكايَـةُ الصَّفْـراءُ
لكَ مـا شِئْتَ .. مِعْصَـمٌ ، وذراعٌ ثمّ نَهْـدٌ .. مِخَدَّةٌ بيْضـاءُ ..
لكَ بالْخَصْـرِ وَقْفَـةٌ .. وعلي الرَدْفِ انْهيـارٌ .. وَشَـهْقَةٌ .. وارتِمـاءُ
ووراءَ الـوراءِ .. ثَمَّـةَ خَيْـطٌ أَكَلَتْ مِنْهُ حَلْمَـةٌ حَمْقـاءُ ..
هيَ أَعْطَتْكَ ما تُـريدُ .. فَصَـفِّقْ واسْـتَرِحْ يا رِداءُ حيثُ تشـاءُ ..
لَحْظَـةً .. يا مُعَطَّرَ الخيطِ .. جاعَتْ بيَ للطـيبِ ، شَهْـوَةٌ شَهَّاءُ
أنْتَ نَفْسي ، ولَوْنُ خَيْـطِكَ لـوْني وعُطـوري عُطـورُكَ السَّـوْداءُ
فيكَ بَعْضُ الشِتاءِ .. يا شاحِبَ الخَيْـطِ وكُلُّ الفُصولِ عِنْـدي شِـتاءُ ..
يا خريفيَّـةَ الـرِّداءِ .. عُروقـي تَحْـتَ أَمْطـارِ عِطْرِكِ اسْتِجْـداءُ
إلي زائرة
حَسْبي بهذا النَّـفْخِ والهَمْهَمَةْ يا رِعْشَـةَ الثُّعْبانِ .. يا مُجْرِمَةْ
زَلَقْتِ مِنْ أَهْـلِكِ لَمْ تَسْـتَحي زَحْفـاً إلي غُرْفَتيَ المُلْهَمَـةْ ..
مَفْكوكَـةَ الأزْرارِ عَـنْ جـائِعٍ يَصْبـو إلي النَّجْمِ لكَيْ يَقْضُمَـهْ
وَشَعْرُكِ المَسْـفوحُ .. خُصْـلاتُهُ مُهْمَـلَةٌ ، لا تَعْـرِفُ الْلَمْلَمَةْ
أفي قَميصِ النَّـوْمِ ، يا ذِئْبَتي ؟ تائِهَـةٌ كالْفِكْـرَةِ المُبْهَـمَةْ
وَنَهْـدُكِ المُلْـتَفُّ في ريشـهْ كأَرْنَـبٍ إليَّ يُـدَنِّي فَمَـهْ
كالأرْنَبِ الأَبْيَـضِ في وَثْبِـهِ اللهُ .. كَمْ حـاوَلْتُ أنْ أرْسُـمَهْ
هـذا الذي يَظْفُـرُ في مِخْدَعي هلْ ظَلَّ شيءٌ بَعْـدُ ما حّطَّمَـهْ ؟
آمَـنْتُ باللـذَّاتِ مَسْـلولَةً تفـورُ مِنْ مُقْلَتِـكِ المُضْـرَمَةْ
وَكَمْ لـدي المـرْأةِ مِنْ مَطْلَبٍ في جـوعِ عيْنَيْهـا لهُ تَرْجَمَـةْ
شَهـيَّةَ العِطْـرِ ، أنا مـارِدٌ فحـاذِري أنْ تَكْسِـري قُمْقُمَهْ
ما أنْتِ ؟ ما نَهْـداكِ ؟ إنْ قَهْقَهَتْ عواصِـفي ، وشَهْوَتي المُلْجَـمَةْ
لا يَعْـرِفُ الطوفـانُ في جَرْفِـهِ ما حـلَّلَ اللهُ .. وما حَـرَّمَهْ | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:46 pm | |
| إلي ساق
يا انْضِفـارَ الرُّخامِ .. جَاعَ بي الجوعُ لـدي رَفَّـةِ الـردا المسحـوب
قيـلَ : ساقٌ تمرُّ .. وارتجفَ الفـلُّ حِبـالاً ، علـي طريـقٍ خصيبِ
إنهـا طفـلةٌ سماويَّـةُ العينيـن .. بِفِيهَـا ، بَعْدُ ، اخضلال الحـليبِ
عرْبَدَتْ سـاقُها .. نُهَيْـرَ أناقـاتٍ وسَـالَ البَريـقُ فـي أُنْبـوبِ
أُقْعُدي .. بُرْعُمِيَ الصغيرَ .. استقرّي بِعُـروقي .. بِـجَـفْنِيَ المتـْعوبِ
أيُّ إثْـمَيْـنِ أشْقـرَيْنِ .. تَمُـدّينَ .. أَضِـيفي إلـي سِجِـلَّ ذنوبـي
ولـدي الركبتين .. تعوي شراهاتي علـي ثَنْيَـةِ اسْمِـرارٍ رهيبِ
يا صليبَ الإغراءِ .. من خُصلتي زَهْرٍ شفاهي .. لِمَسْـحِ هذا الصـليبِ
يا دُروبَ الحـريرِ .. ماتتْ مسافاتي وقالـت : لقد تَعِبْتُ دُروبـي
اذهبـي .. غيـري مكانكِ .. اخفـي تَرَفَ السَّـاقِ .. أنتِ أصْلُ شحوبـي
أدْخليها لِوَكْـرِها .. كـلُّ عِـرْقٍ من عروقـي يصيحُ : أينَ نصيبـي
إلي سمكة قبرصية .. تدعي تمارا ..
1 باسْمِ لِيماسُولَ .. شُكراً يا تمارا باسْم هذا الخاتَمِ المَشْغولِ بالفَيْروزِ .. شُكراً يا تمارا باسْمِ هذا الدَّفْترِ المَفْتوحِ للضوءِ .. وللشِّعْر وللْعُشَّاقِ .. شُكراً يا تمارا باسْمِ أسْرابٍ مِنَ النَّوارِسِ كانَتْ تَنْقُرُ الحِنْطَةَ مِنْ ثَغْرِكِ .. شُكراً يا تمارا باسْمِ كلِّ القُبْرصيينَ الذينَ اكتَشَفوا اللؤلؤَ الأسْوَدَ في عيْنيكِ .. شُكراً يا تمارا باسْمِ أحْزاني التي ألْقيتُها في بَحْرِ بيْروتَ وأجْزائي التي أبْحَثُ عَنْها .. في زوايا الأرضِ ليلاً ونهارا .. ألفُ شكْرٍ .. يا تمارا 2 يا تمارا القُبْرُصيَّةْ : أيُّها السَّيْفُ الذي يَقْتُلُني مِنْ قَبْلِ أنْ يُلْقي التَّحيَّةْ باسْمِ مقْهانا البِدائيِّ علي البَحْرِ .. وكُرْسيَّيْنِ مَزْروعَيْنِ في الرّملِ .. و ( أنْطونيو ) الذي كانَ خلالَ الصَّيْفِ عرَّابَ هوانا والذي كانَ وديعاً مِثْلَ قِطٍ مَنْزليٍّ .. وعَريقاً مِثلَ تِمثالِ حكيمٍ منْ أثينا ، ورقيقاً .. وصديقاً .. عندما يَخْتارُ في الليلِ لنا فاكِهَةَ البَحْرِ .. ويوصيكِ بأنْ تَرْتَشِفي ( الأُوزو ) الذي تَشْرَبُهُ آلهةُ اليونانِ في الحبِّ وفي الحربِ .. ويَرْجوكِ بأنْ تَسْتَمْتعي بِمّذاقِ ( الكالامارْ ) ومَذاقِ العِشْقِ في تلكَ الجزيرةْ باسْمِ آلافِ التَّفاصيلِ الصَّغيرةْ .. ألفُ شُكْرٍ .. يا تمارا 3 كيفَ انْسي امرأةً مِنْ قُبْرُصٍ .. تُدْعي تمارا .. شَعْرُها تَعْلُكُهُ الريحُ .. ونَهْداها يُقيمانِ معَ اللهِ حِوارا .. خَرَجَتْ مِنْ رَغْوَةِ البَحْرِ كَعَشْتارٍ .. وكانَتْ تَلْبَسُ الشّمسَ بساقَيْها سِوارا .. كيفَ أنْسي جَسَداً ؟ يَقْدَحُ كالفُسْفورِ في الليلِ شَرارا .. كيفَ أنْسي حَلْمَةً مَجْنونَةً مَزَّقَتْ لَحْمي ، صُعوداً .. وانْحِدارا .. 4 اصْهَلي .. يا فَرَسَ الماءِ الجَميلةْ اصْرُخي .. يا قِطّةَ الليلِ الجَميلةْ بلِّليني بِرَذاذِ الماءِ والكُحْلِ .. فلوْلاكِ لكانَتْ هذهِ الأرْضُ صَحاري .. بَلِّليني .. بالأغاني القُبْرُصيَّةْ ما تَهُمُّ الأبْجَديَّاتُ .. فأنْتِ الأبْجَديَّةْ .. يا التي عِشْتُ إلي جانِبِها العِشقَ .. جُنوناً وانتِحارا .. يا التي ساحِلُها الرّمْليّ يرْمي لي .. زُهوراً .. ونبيذاً قُبْرُصيَّاً .. وَمَحارا .. لَمْ يَكُنْ حبُّ تمارا .. ذلِكَ الحبَّ الرِّوائيَّ ، ولكِنْ كانَ عَصْفاً ودمارا .. لَمْ يَكُنْ جدْوَلَ ماءٍ إنَّما كانَ انْفِجارا لَمْ يَكُنْ حُبَّاً صغيراً .. فقّدْ احْتلَّ بلاداً .. وشُعوباً .. وبِحارا .. كلُّ أمْجادي سرابٌ خادِعٌ ليْسَ مِنْ مَجْدٍ حقيقيٍّ .. سوي عيْنيْ تمارا .. 5 تَحْتَ سَطْحِ الماءِ .. أحْبَبْتُ تمارا .. ورأيْتُ السَمَكَ الأحمرَ .. والأزرقَ .. والفضِّيَّ .. فوجِئْتُ بغاباتٍ مِنَ المَرْجانِ .. داعَبْتُ كطفْلٍ سُلْحُفاةَ البَحْرِ ، لامَسْتُ النَباتاتِ التي تَفْتَرِسُ الإنْسانَ ، حاوَلْتُ انْتِشالَ السُّفُنِ الغَرْقي مِنَ القَعْرِ .. وَلَمْلَمْتُ كُنوزاً ليْسَ تُحْصي .. ونُجوماً .. وثِمارا .. تَحْتَ سَطْحِ الماءِ .. أعْلَنْتُ زواجي بتمارا فإذا بالمَوْجِ قَدْ صارَ نبيذاً .. وإذا الأسْماكُ أصْبَحْنَ سُكاري .. 6 ما الذي يَحْدُثُ تَحْتَ الماءِ في جِلْدِ تمارا ؟ فهُنا .. الأحْمرُ يَزْدادُ احْمرارا .. وهُنا .. الأخْضَرُ يَزْدادُ اخْضِرارا .. وهُنا السُرَّةُ تَزْدادُ أمامَ الضَّوْءِ .. خوْفاً .. وانْبِهارا .. ما الذي يَحْدُثُ في عقْلي .. وفي عقْلِ تمارا ؟ سَمَكُ الدولْفينِ يَرْمي نَفْسَهُ .. كالْمَجانينِ يميناً .. ويسارا .. سَمَكُ الدولْفينِ يَدْعوني لكيْ أقْفِزَ في الماءِ .. وفي مَمْلَكَةِ الأسْماكِ .. لا أمْلِكُ رأْياً أوْ خيارا .. عَبَثٌ .. أنْ يُسْأَلَ الإنْسانُ عَنْ ماضيهِ أوْ حاضِرِهِ ، عِنْدَما يَتَّخِذُ البَحْرُ القرارا .. 7 يا تمارا .. أنْتِ في قُبْرُصَ كِبْريتٌ .. وشَمْعٌ وأنا موسي الذي أوْقَدَ تَحْتَ الماءِ نارا ..
إلي سيِّدة تصطنع الهدوء
1 خُذي وَقْتَكِ ، يا سيِّدتي العزيزةْ فلا احَدٌ يُرْغِمُكِ علي الإدْلاءِ باعْترافاتٍ كاذِبَةْ ولا أحدَ يُريدُ مِنْكِ أنْ تَفْعلي الحُبَّ .. تَحْتَ تأْثيرِ الخَمْرَةِ .. أوِ المُخَدِّرْ .. كما لوْ كُنْتِ تَخْلَعينَ أحَدَ أضْراسِكْ .. لَسْتِ مُضْطَرَةُ للتَبَرُّعِ بِنِصْفِ فَمِكْ .. أوْ نِصْفِ يَدَيْكْ .. فلا الشفاهُ قابِلةٌ للْقِسْمَةْ .. ولا الأشْواقُ قابِلَةٌ للْقِسْمَةْ .. هذا هوَ الموقِفُ يا سيِّدتي .. فلا تُخاطِبيني وأنْتِ مُضْطَجِعَةٌ علي سريرِكِ المَلَكيِّ فآخرُ اهْتِماماتي .. سَندُ خاصِرةِ المَلِكاتْ .. وقراءةُ شعْري .. في مجالسِ الملِكاتْ .. 2 خذي الوقْتَ الذي تَسْتَغْرِقُهُ الْلُؤْلؤَةُ لِتَتَشَكَّلْ والسنونوَةُ لِتَصْنَعَ بِجَناحَيْها صَيْفاً .. خذي الوقْتَ الذي تَسْتَغْرِقُهُ الدَمْعَةُ .. لِتُصْبِحَ كتابَ شِعْرْ .. خذي الوَقْتَ الذي يَسْتَغْرِقُهُ النَّهْدُ .. ليُصْبِحَ حصاناً أبْيَضْ .. خذي الأزْمِنَةَ التي ذَهَبَتْ .. والأَزْمنةُ التي سوفَ تأْتي .. فالمسافةُ طويلةٌ .. بينَ آخرِ النبيذِ .. وأوّلِ الكِتابةْ وأنا لَسْتُ مُسْتَعْجِلاً عليكِ .. أوْ علي الشِّعْر .. فالعُيونُ الجَميلَةُ غيْرُ قابِلَةٍ للاغْتصابْ .. والكلماتُ الجَميلَةُ غيْرُ قابِلَةٍ للاغْتصابْ .. والذينَ لَهُمْ خِبْرةٌ بِشُؤونِ البَحرْ .. يَعْرفونَ أنَّ السفُنَ الذَّكيَّةَ لا تَسْتَعْجِلُ الوصولْ .. وأنَّ السواحلَ هيَ شَيْخوخَةُ المراكِبْ .. 3 خذي وَقْتَكِ .. أيَّتُها السيِّدَةُ التي تَصْطَنِعُ الهُدوءْ إنني لا أُطالِبُ بارْتِحالِ العواطِفْ .. فلا أحَدَ يسْتَطيعُ تَفْجيرَ ماءِ الينابيعْ ولا أحدَ يسْتطيعُ رِشْوَةَ البَرْقِ والرَّعْدْ .. ولا أحَدَ يسْتَطيعُ إكْراهَ قصيدَةٍ علي النَّوْمِ معَ شاعِرٍ لا تُريدُهْ .. 4 خُذي وقْتَكِ .. أيَّتُها الهوائِيَّةُ الأطوارْ .. يا امْرأَةَ التَّحوُّلاتِ ، والطَّقْسِ الذي لا يَسْتَقِرْ أيَّتُها المُسافِرَةُ بينَ القُطْبِ .. وخَطِّ الاسْتِواءْ بينَ انْفِجاراتِ الشِّعْرِ .. ورمادِ الكلامِ اليَوْميِّ خُذي وقْتَكِ .. خُذي وقْتَكِ .. إنَّ نارَ الحَطَبِ لا تزالُ في أوَّلِها .. ونارَ القصيدةِ لا تزالُ في أوَّلِها .. وأنا لسْتُ مُسْتَعْجلاً علي انْشِقاقِ البَحْرْ .. وذَوَبانِ الثُلوجِ .. علي مُرْتَفَعاتِ نَهْدَيْكْ .. إنَّني لا أُطالِبُكِ بإحْراقِ سُفُنِكْ .. والتَّخلي عنْ مَمْلَكَتِكْ .. وحاشِيَتِكْ .. وامْتيازاتِكْ الطَّبَقيَّةْ .. لا أُطالِبُكِ بأنْ تَرْكبي معي فَرَسَ الجُنونْ .. فالجُنونُ هُوَ موْهبَةُ الفُقَراءِ وَحْدَهُمْ .. وأنْتِ تُريدينَ أنْ تَحْتَفِظي بتاجِ الملِكاتْ .. لا بتاجِ الكلِماتْ .. أنْتِ امْرأةٌ العَقْلِ الذي يَحْسِبُ حساباً لكُلِّ شيءْ وأنا رجُلُ الشعْرِ الذي لا يُقيمُ حساباً لأيِّ شيءْ
__________________ | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:47 pm | |
| إلي صاحبة السمو .. حبيبتي سابقاً
، ، وَتَزَوَّجْتِ أخيراً .. بِئْرَ نِفْطٍ .. وتَصالَحْتِ معَ الحُبِّ أخيرا .. كانَتِ السَحْبَةُ ـ يا سيِّدتي ـ رابِحَةً ومِنَ الصُنْدوقِ أخْرَجْتِ أميرا .. عربيَّ الوَجْهِ .. إلا أنَّهُ .. ترَكَ السَّيْفَ يتيماً .. وأتي يَفْتَحُ الدُنيا شِفاهاً .. وخُصورا فاسْتريحي الآنَ .. مِنْ عِبءِ الهوى طالما كُنتِ تُريدينَ أميرا .. تَتَسَلّينَ بهِ وَقْتاً قصيرا .. يَتَسَلَّي بِكِ ـ يا سيِّدتي ـ وَقْتاً قصيرا ويَمُدُّ الأرْضَ ، مِنْ تَحْتِكِ ، ورْداً وحريرا فاشْربي نِفْطاً .. وسُبْحانَ الذي جَعَلَ البِتْرولَ مِسْكاً وعبيرا .. ، ، وتَزَوَّجْتِ أخيراً مَلِكاً .. مِنْ مُلوكِ الخُلفاءِ الرّاشدينْ ومَلَكْتِ الدينَ والدُنيا معاً .. فاسجُدي شُكْراً لربِّ العالَمينْ رازِقِ الطّيْرِ في أشْكالِها .. مُسْقِطِ الغَيْثِ ، ملاذِ التائِهينْ باعِثِ الأمواتِ مِنْ أكْفانِهِمْ بارئِ المَرْضي ، وكافي المُعْدَمينْ واهِبِ النّفْطِ لِمَنْ يَخْتارُهُمْ مِنْ بَنيهِ الصالحينْ .. ، ، كانَتِ السّحْبَةُ يا سيِّدتي رابِحَةٌ ـ مِثْلَما قدَّرْتِ ـ والصيْدُ ثمينْ وأنا غيرُ حزينْ .. لا تظُني أبداً .. أنّي حزينْ فانا أعْلَمُ ، يا سيِّدتي ، عِلْمَ اليَقينْ ما تُسِرِّينَ .. وماذا تُعْلِنينْ وأنا أعْرِفُ يا سيِّدتي أكثَرَ الخيلِ التي كُنْتِ عليها تَلْعبينْ .. وأنا أعْرِفُ يا سيِّدتي كيفَ خَطَّطْتِ سنيناً وسنينْ لِتَصيدي مَلِكاً .. مِنْ مُلوكِ الخُلَفاءِ الراشِدينْ .. لَمْ يُفاجِئْني الخبَرْ .. حينَ طالَعْتُ الجريدةْ .. ورأيْتُ الشمعَ ، والأطفالَ ، والثَّوْبَ الموَشَّي بالذَهَبْ ورأيْتُ الرّجلَ المَسْحوبَ بالقُرْعَةِ .. مَعْروضاً كبِرْوازِ الخَشَبْ .. لَمْ يُحَرِّكْني الخَبَرْ .. حينَ شاهَدْتُكِ في كلِّ الصُّوَرْ تَنْثَنينَ كطاووسٍ .. شمالاً ويميناً وتَذوبينَ حياءً وخَفَرْ وتَشُدِّينَ علي كفِّ النبيِّ المُنْتَظَرْ .. لَمْ يُساوِرْني العَجَبْ فهُواياتُكِ كانَتْ دائِماً .. جَمْعَ فُرْسانِ الخَشَبْ .. ، ، وتأمَلْتُ شُعوري .. وأنا أقْراُ أخْبارَ زِفافِكْ كيفَ لَمْ أحْزَنْ .. ولَمْ أفْرَحْ .. ولا طِرْتُ سرورا .. كيفَ لمْ أَعْبَاْ .. ولمْ أُبْرِقْ .. ولمْ أُرْسِلْ زُهورا .. كيفَ في ثانيةٍ ماتَ شُعوري .. فالتي أشْعَلْتُ في مَعْبَدِها قِنْديلَ عُمري لمْ تَعُدْ تَعْني قليلاً أوْ كثيرا .. كيفَ ألْقيْتُ علي الأرْضِ الجريدَةْ ؟ ونَسيتُ العُرْسَ أضْواءً ، ورَقْصاً ، وكؤوسا وتأمَّلْتُ التّصاويرَ أمامي .. غيرَ أنّي لَمْ أجِدْ فيها العَروسا .. ، ، وتسلَّيْتُ كثيرا .. حينَ أبْصَرْتُكِ يا سيِّدتي ، تَقْطَعينَ الكَعْكَةَ الكُبرى .. وتَمْشينَ كما تَمْشي اللُّعَبْ وتَضمِّينَ أمامَ الناسِ بِرْوازَ الخَشَبْ وتَشُيدينَ بأنْسابِ قُرَيْشٍ وفُتوحاتِ العَرَبْ .. وتَعَجَّبْتُ لِنَفْسي .. لَمْ أكُنْ أشْعُرُ في أيِّ أسيً لمْ أكُنْ أشْعُرُ في أيِّ غَضَبْ .. فانا أعْرِفُ يا سيِّدتي أنَّ أحْلامَكِ أنْ تَلْتَقِطي .. بدَويَّاً عاشِقاً .. يَرْهُنُ التاريخَ عِنْدَ امْرأةٍ .. ويبيعُ الله في جَلْسَةِ جِنْسٍ وَطَرَبْ .. ألفُ مَبْروكٍ .. أيا سيِّدتي وأدامَ اللهُ بِتْرولَ العَرَبْ ..
إلي صديقة جديدة
وَدَّعتُكِ الأمْـسَ ، وَعُـدْتُ وَحْدي مُفَكِّـراً بنَوْحِـكِ الأخـيرِ
كَتَبْتُ عَنْ عينيْـكِ ألفَ شـيءٍ كَتَبْتُ بالضّـوءِ و بالعَـبيرِ
كَتَبْتُ أشْـياءً بِـدونِ مَعْنى جَميعُهـا مَكْتـوبة بِنـورِ
مَنْ أنْتِ .. مَنْ رَمَاكِ في طريقي ؟ مَنْ حـرَّكَ الميـاهَ في جُـذوري ؟
و كانَ قَلْبـيَ قَبْـلَ أنْ تَلوحـي مِقْبَـرةً ميِّتَـةَ الزُهـورِ
مُشْـكِلَتي .. أنّي لَسْـتُ أدري حـدّاً لأَفْكـاري و لا شُعـوري
أضَعْتُ تاريخـي ، و أنْتِ مثلـي بِغَيْـرِ تاريـخٍ و لا مَصيرِ
مَحَبَّتـي نـار فلا تُجَنِّي لا تَفْتَـحي نَوَافِـذ السَّعيرِ
أُريـدُ أنْ أَقيـكِ منْ ضَـلالي مِنْ عالـمي المُسَـمَّم العُطورِ
هـذا أنا بِكُـلِّ مَسـاوِئي بِكُلِّ مـا في الأَرْضِ مِنْ غُـرورِ
كَشَفْتُ أَوْراقـي فلا تُـراعي لَنْ تَجِـدي أَطْهَـرَ مِنْ شُروري
لِلْحُـسْن ثَـوْراتٌ فلا تَتَهَـيَّبي وَجَـرِّبي أُخْتـاهُ أَنْ تَثـوري
وَلْتَشْقي مَهْمـا يَكُـنْ بحُبِّـي فإنَّـهُ أَكْبَـر مِنْ كَبيـرِ
إلي ضفيرتي ماس
فنَّّانَة َالجلسة .. لا تجُوري يظلمني الماسُ الذي يشعُّ
صلبتِ غـُصني زنبق ٍ .. فـَحَوْلي عرائشٌ .. وخُضْرَة ٌ .. وزَرْعُ
مُتـَّكأي .. خزانتا لآل وثروتي جواهر وشمعُ
آنيتان ِ .. فتنة ُالأواني أمْ لوحتان ِوالإطار دمعُ
يأخذ ُجفني .. مقلعا رُخام ٍ أنا على مجرى الثلوج قلع
فمرة ً .. تثاؤبٌ عريضٌ ومرة ً .. تخاصرٌ وجمْعُ
المدرجُ العاجيُّ .. بانتظاري لي عندهُ خميلة ٌونبعُ ..
تضحكُ لي .. وتومئُ المرايا ما أروعَ البلـُّلورَ .. حين يدعو
أيا عناقيد الزجاج .. حسبي لي تحت تصفيق الرداء .. ضِلـْعُ
لا تأبهي لي .. إنني بركن ٍ ملءَ ثيابي لؤلؤٌ مُشِعُّ ..
__________________ | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:47 pm | |
| إلي عجوز
عَبَثاً جُهُـودُكِ .. بي الغَريزَةُ مُطْفأَةْ إنّي شَـبِعْتُكِ جيـفَةً مُتَقَيِّئَهْ
مَهْمـا كَتَمْتِ .. ففي عُيـونِكِ رَغْبَةٌ تَدْعو .. وفي شَفَتَيْكِ تَحْـتَرِقُ امْرَأَةْ
إنّي قَرِفْـتُكِ ناهِـداً مُتَدَلِّيـاً وقَرِفْتُ تِلْكَ الحَلْـمَةَ المُتَهَـرِّئَةْ
أنا لا تُحَرِّكُني العجـائِزُ .. فارْجِعي لكِ أرْبَعونَ .. وأيُّ ذِكْـري سَـيِّئَةْ
أُخْتَ الأزِقَّةِ .. والمَضاجِعِ .. والغِوي والغُرْفَـةُ المَشْـبوهَةُ المُتَلأْلِئَةْ ..
شَفَتـاكِ عُنْقـودا دَمٍ وحـرارَةٍ شَفَةٌ أُقَبِّـلُ أمْ أُقَبِّـلُ مِدْفـأَةْ ؟
والإبْـطُ .. أيَّـةُ حُفْرَةٍ مَلْعونَةٍ الـدودُ يَمْلأُ قَعْـرَها .. والأوْبِئَةْ ..
صَيَّرْتِ للـزوارِ ثَدْيَـكِ مَوْرِداً أمّا ارْتَوَتْ فِئَةٌ .. عَصُـرْتِ إلي فِئَـةْ
فَبِكُلِّ ثّغْـرٍ مِنْ حَليبِكِ قَطْـرَةٌ وقَرابَـةٌ في كُلِّ عِـرْقٍ .. أوْ رِئَـةْ
إلي عصفورة سويسرية
أَصَديقَتي : إِنَّ الكِتابَةَ لَعْنَةٌ فانْجي بِنَفْسكِ مِنْ جَحيمِ زَلازِلي
فَكَّرْتُ أنَّ دفاتري هِيَ مَلْجأي ثُمَّ اكْتشَفْتُ بأنَّ شِعْريَ قاتلي
وَظَنَنْتُ أنَّ هواكِ يُنْهي غُرْبَتي فَمَرَرْتِ مِثْلَ الماءِ بَيْنَ أنامِلي
بَشَّرْتُ في دينِ الهوى .. لكِنَّهمْ في لَحْظةٍ ، قَتلوا جَميعَ بلابِلي
لا فَرْقَ في مُدُنِ الغُبارِ .. صَديقَتي ما بيْنَ صورَةِ شاعرٍ .. ومُقاولِ ..
يا رَبُّ: إنَّ لِكُلِّ جُرْحٍ ساحِلاً وأنا جِراحاتي بِغَيْرِ سَواحِلِ
كُلُّ المنافي لا تُبَدِّدُ وَحْشَتي ما دامَ مَنْفايَ الكبيرُ .. بِداخلي
إلي عينين شماليتين
اسْتَوْقَفَتْني , والطَّـريقُ لنـا ذاتَ العُيـونِ الخُضْرِ .. تَشْكُرُني
كَرَمْتَني ـ قالـتْ ـ بِأُغْنِيـةٍ والشِّـعْرُ يُكْـرَمُ إذْ يُكَـرِّمُني
لا تَشْكُريني .. واشْكُري أُفُقـاً نَجْماتُهُ نَزَلَـتْ تُطَوِقُـني ..
وَجُنَيْنَةً خَضْراءَ .. إِنْ ضَـحِكَتْ فَعَلى حُدودِ النَّجْـمِ تَزْرَعُـني
شَـاءَ الصُّـنوبَرُ أَنْ أُصَوِّرَهُ أَأَردُّ مَطْلَبَـهُ .. أَيُمْكِـنُني ؟
وَنَظَـرْتُ في عَيْنَيْ مُحَـدِثَتي والمـدُّ يَطْويني .. وَيَنْشُـرُني
فإذا الكُـرومُ هُناكَ .. عارِشَةٌ وإِذا القُلوعُ الخُضْـرُ .. تَحْمِلُني
هذى بِحـارٌ كُنْتُ أَجْهَلُهـا لا بَرَّ ـ بَعْدَ اليَـوْمِ ـ يا سُفُني ..
مَعَنا الرِّياحُ .. فَقُـلْ لأَشْرِعَتي عُبِّي المدى الزَّيْـتيَّ واحْتَضِنـي
خَجَلٌ .. إذا لَمْ تَـرْسُ صَارِيَتي في مِرْفَـأَيْنِ بآخِـرِ الـزّمَنِ
ماذا ؟ أَيُتْعِبُكِ المـدى ؟ أبـداً لا شـيءَّ في عَيْنَـيْكِ يُتْعِبُنـي
أَرْجو الضّيـاعَ وأَسْـتريحُ لَهُ يا وَيْـلَ دَرْبٍ لا يُضَيِّعُنـي ..
وَتَطَلَّعْتُ .. فَطَريقُ ضَيْعَتِنـا مازِلْـتُ أَعْرِفُهـا وَتَعْرِفُنـي
بَيْتي .. وَبَيْتُ أَبى .. وَبَيْدَرُنا وَشُجَيْرَةُ النَّـارِنْجِ تَحْـضُنُني
تاهَتْ بِعَيْنَيْـها ومـا عَلِمَتْ أَنّى عَبَـدْتُ بِعَيْنهـا .. وَطَني
إلي قديسة
ماذا إذاً تَتَوَقَّعينْ ؟ يا بِضْعَةَ امْرأَةٍ .. أَجيبي ما الّذي تَتَوَقَّعينْ ؟ أَأَظَلُّ أَصْطادُ الذُّبابَ هُنا ؟ وَأَنْتِ تُدَخِّنينْ أَجْتَرُّ كالْحَشَّاشِ أَحْلامي وأَنْتِ تُدَخِّنينْ وأنا .. أَمَامَ سَريرِكِ الزَّاهي كَقِطٍّ مُسْتَكينْ ماتَتَ مَخَالِبُهُ ، وَعِزَّتُهُ .. وهَدَّتْهُ السنينْ أنا لَنْ أكونَ ـ تأَكَّدي ـ القِطَّ الّذي تَتَصَوَّرينْ قِطْاً مِنَ الخَشَبِ المُجَوَّفِ لا يُحَرِّكُهُ الحَنينِ يَغْفو على الكُرْسِيِّ إذْ تَتَجَرَّدينْ ويَرُدُّ عَيْنَيهِ إذا انْحَسَرَتْ قِبابُ الياسَمينْ تِلْكَ النِّهايَةُ لَيْسِ تُدْهِشُني .. فمَالَكِ تُدْهَشينْ ؟ هذا أنا هذا الّذي عِنْدي .. فماذا تَأْمُرينْ ؟ أعْصابِيَ احْتَرَقَتْ وأنْتِ على سَريرِكِ تَقْرَئينْ أَأَصومُ عَنْ شَفَتَيْكِ ؟ فَوقَ رُجولَتي مَا تَطْلُبينْ ما حِكْمَتي ؟ .. ما طِيبَتي ؟ هذا طَعامُ المَيِّتينْ مُتَصَوِّفٌ ؟ مَنْ قالَ ؟ إنِّي آخرُ المُتَصَوِّفينْ أنا لَسْتُ يا قِدِّيسَتي الرّبَّ الّذي تَتَخَيَّلينْ رَجُلٌ أنا كالآخَرينْ بِطَهارَتي .. بِنَذالَتي رَجُلٌ أنا كالآخَرينْ فيهِ مَزايا الأَنْبياءِ وفيهِ كُفْرُ الكافِرينْ وداعَةُ الأَطفالِ فيهِ .. وقَسْوةُ المُتَوَحِّشينْ رَجُلٌ أنا .. كالآخَرينْ رَجُلٌ يُحبُّ ـ إذا أَحَبَّ ـ بِكُلِّ عُنْفِ الأَرْبَعينْ لَوْ كُنْتِ يَوْماً تَفْهمينْ ما الأَرْبَعينْ ؟ وما الّذي يَعْنيهِ حُبُّ الأَرْبَعينْ ؟ يا بِضْعَةَ امْرأَةٍ لوَ أَنَّكِ تَفْهمينْ
__________________ | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:48 pm | |
| إلي متى
إلى مَتى أَعْتَكِفُ عَنْها ولا أَعْتَرِفُ
أُضَلِّلُ النَّاسَ .. وَلَوْني باهِتٌ مُنْخَطِفُ
وَجَبْهَتي مَثْلوجَةٌ ومِفْصَلي مُرْتَجِفُ
أَيَجْحَدُ الصَّدْرَ الّذي يَنْبُعُ مِنْهُ الصَّدَفُ
وهذِهِ الغَمَّازَةُ الصُّغْرى وهذا التَّرَفُ ..
تَقولُ لي : قُلْ لي .. فَأَرْتَدُّ ولا أَعْتَرِفُ
وأَرْسُمُ الكِلْمَةَ في الظَّنِّ فَيَأْبى الصَّلَفُ
وأَذْبَحُ الحَرْفَ على ثَغْري فلا يَنْحَرِفُ
يا سِرَّها .. ماذا يَهُمُّ النَّاسُ لوْ هُمُ عَرِفوا ..
لا .. لَنْ أُريقَ كُلَيْمَةً عَنْها فَحُبِّي كُلُّهُ شَرَفُ
لَوْ تَمْنَعونَ النُّورَ عَنْ عَيْنَيَّ .. لا أنا لَسْتُ أَعْتَرِفُ ..
إلي مراهقة
« رجُـلٌ أنْتَ ؟ » .. قُلْتِها في تَحَـدِّ ضـاعَ مني فَمي .. فمـاذا أُجيبُ
لا تكوني حَمْقاءَ .. مازالَ للْنَسْـرِ جَناحٌ .. علي الـذُّري مَسْـحوبُ
لَمْ أَتُبْ عَنْـكِ يا غَبيَّةُ ، عَجْـزاً ومتى كانَتِ النُّسـورُ تَتـوبُ ؟
لا تَمَسّي رُجـولَتي .. لوْ أنـا شِئْتُ طَعامـاً .. لَكُنْتُ مِنْـهُ أُصيبُ
كُنْتُ أسْـتَطيعُ أنْ أُحيلَكِ جَمْـراً فّأُذيبُ الرُّخـامَ .. ثُمَّ أذوبُ ..
مَنْطِقُ الأرْبَعـينَ .. يُلْجِمُ أَعْصـابي فَعَفْـواً .. إنْ لَمْ تُثِرْني الطُّيـوبُ
ما أنـا فاعِلٌ بِخَمْـسَةِ عَشْـرٍ شَهِـدَ اللهُ أنَّـهُ تَعْـذيبُ
شَفَتـاكِ الصَّغيرَتـانِ أمـامي وضَـميري عَلَيْهِمـا مَصْـلوبُ
وثَبَ الأَرْنَبـانِ نَحْـوي .. فمالي كَجِدارِ الجَليـدِ لا أَسْـتَجيبُ ؟
كُلَّمـا فَكَّرَتْ يَـدايَ بِقَـطْفٍ رَدَّني الطُّهْرُ عَنْهُمـا .. والحَليبُ
اذْهبي فالصُّـداعُ يَحْـفُرُ رأْسـي والرُّؤَى .. والدُّخَـانُ .. والمَشْروبُ
لا تَصُبِّي الكُحُـولَ فَـوْقَ جِـراحي فالصِّـراعُ الّـذي أُعاني رَهيبُ
لَكِ عُمْـرُ ابْنَتي .. وليـنُ صِباها وَتَقاطيعُهـا .. فَكَيْفَ الهُروبُ ؟
اليَـدانِ الشَّـمْعِيَّتانِ .. يَـداها والفَـمُ الطِّفْلُ .. سُـكَّرٌ وَزَبيبُ
كُلَّمـا طُفْـتِ في مَكانِ جُلـوسي طافَ بي وَجْهُها الصّـغيرُ الحبيبُ
أيْنَ أنْجو مِن عُقْـدَتي ؟ كيْفَ أنْجو ؟ مِنْ وَرائي .. ومِنْ أَمـامي الَّلهيبُ
اذْهبي .. اذْهبي .. كَسَـرْتِ سلاحي ضـاعَ منّي فَمي .. فماذا أُجيبُ ؟
إلي مصطافة
أَأَنْتِ علي المُنْحنـي تَقْعُـدينْ ؟ لهـا رِئَتي هـذِهِ القاعِدَةْ ..
مشاويرُ تَمُّوزَ .. عـادَتْ وعُدْنا لِنَنْهَبَ دالِيَـةً راقِـدَةْ ..
لِنَسْـرِقَ تينـاً مِنَ الحَقْلِ فَجَّاً لِنَنْـقُفَ عُصْفـورَةً شـارِدَةْ
لأَفْرِطَ حَبّـاتِ تُـوتِ السِّياجِ وأُطْعِـمَ حَلْمَتَكِ النَّـاهِدَةْ
لأَغْزِلَ غَيْـمَ بـلادي شَريطاً يَلُـفُّ جَـدائِلَكِ الرَّاعِدَةْ
لأَغْسِلَ رِجْلَيْـكِ يا طِفْـلَتي بِمـاءِ يَنابيعِها البـارِدَةْ
سماويَّةَ العَـيْنِ .. مُصْـطافَتي علي كَتِفِ القَرْيَـةِ السَّاجِـدَةْ
أُحِبُّكِ .. في لَهْـوِ بيضِ الخِرافِ وفي مَرَحِ العَنْـزَةِ الصَّاعِـدَةْ
وفي زُمَرِ السَّـرْوِ والسِّـنْدِيانِ وفي كُـلِّ صَفْصافَـةٍ مـارِدَةْ
وفي مَقْطَعٍ مِنْ أَغـاني جِبـالي تُغَنّيـهِ فلاَّحَـةٌ عائِـدَةْ
صَديقَةُ .. إنَّ العصافيرَ عـادَتْ لِتَنْقُـرَ مِنْ جُعْبَـةِ الْحاصِدَةْ
أُحِبُّـكِ أنْقـي مِنَ الثَّلْجِ قَلْبـاً وأطْهَـرُ مِنْ سُبْحَةِ العابِـدَةْ
حَمَـلْتِ انْدِفاعَةَ هـذا الصّبيِّ كما احْتَمَلَتْ طِفْلَهـا الوالِـدَةْ
أُحِبُّكِ .. زَوْبَعَـةً مِنْ شَـبابٍ بِعِشْرينَ لا تَعْـرِفُ العـاقِبَةْ
جُموعُ السُنونو علي الأفْقِ لاحَتْ فَلوحـي .. ولوْ مَرَّةً واحِـدَةْ
إلي مضطجعة .. ، ، وَيُقـالُ عَنْ ساقَيْكِ : إنَّهُما في العُـرْيِ .. مَزْرَعَتـانِ للْفُـلِّ
ويُقالُ : أشْرِطَةُ الحريرِ .. هُما ويُقـالُ أُنْبوبـانِ مِنْ طَـلِّ
ويُقـالُ شَـلاَّلانِ مِنْ ذَهَبٍ في جَـوْرَبٍ كالصُّـبْحِ مُبْتَـلِّ
هَرَبَ الـرِداءُ وراءَ رُكْبَتِهـا فَنَعِمْـتُ في مـاءٍ .. وفي ظِلِّ
ورَكَضْتُ فَـوْقَ الياسَمينِ .. فَمِنْ حَقْـلٍ ربيعـيٍّ إلي حَقْـلِ
فإذا الميـاهُ هُنـاكَ باكِيَـةٌ تَصْبو إلي دِفءٍ .. إلي وَصْـلِ ..
يا ثوْبهـا ، ماذا لـديْكَ لنا ؟ ما الثَّلْجُ ؟ ما أنبـاؤُهُ ؟ قُـلْ لي
أنا تَحْـتَ نافِذَةِ البَريقِ .. علي خَيْطٍ غَزيرِ الضَّـوْءِ ، مُخْضَلِّ ..
لا تَمْنَـعي عنّي الثُّـلوجَ .. ولا تُخْفي تَثاؤبَ مِئْـزَرٍ كُحْـلي ..
إنِّي ابنُ أخْضَبِ بُرْهَـةٍ وُجِـدَتْ لا تُزْعِجي سـاقَيْكِ ، بلْ ظَلِّي .. | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:49 pm | |
| إلي ممثلة فاشلة
1 في طبعك التمثيل في طبعك التمثيل ثيابك الغريبة الصارخة الألوان .. وصوتك المفرط في الحنان .. وشعرك الضائع في الزمان والمكان .. والحَلـَقُ المغامر الطويل جميعها .. جميعها .. من عدَّةِ التمثيل .. 2 سيدتي: إياك أن تستعملي قصائدي في غرض التجميل. فإنّني أكره كلّ امرأة تستعمل الرجال للتجميل لست أنا .. لست أنا .. الشخص الذي تعلـِّقين في الخزانه ولا طموحي أن أسمّى شاعر السلطانه أو أ، أكون قطـّة ً تركية ً تنام طول الليل تحت شعرك الطويل فالدور مستحيل. لأنّني أرفض كلّ امرأةٍ .. تحبُّني .. في غرض التجميل .. 3 لا تسحبيني من يدي .. إلى مشاويرك مثل الحمل الوديع. لا تحسبيني عاشقاً من جملة العشّاق في القطيع. ما عدت أستطيع أن أحتمل الإذلال يا سيدتي، والريح .. والصقيع .. ما عدت أستطيع .. نصيحتي إليك .. أن لا تصبغي الشفاه من دمائي نصيحتي إليك .. أن لا تقفزي من فوق كبريائي نصيحتي إليك .. أن لا تعرضي رسائلي التي كتبتها إليك كالإماء .. فإنني آخر من يعرض كالخيول في مجالس النساءِ .. 4 نصيحة ً بريئة ٌ إليك .. يا عزيزتي لا تحسبيني وصلة ً شعرية ً أكون فيها نجم حفلاتك .. أو تحسبيني بطلاً من ورق ٍ يموت في إحدى رواياتك أو تشعليني شمعة ً لتضميني نجاح سهراتك .. أو تلبسيني معطفاً لتعرفي رأي صديقاتك .. أو تجعليني عادة ً يوميّة ً من بين عاداتك .. 5 نصيحة أخيرة إليك .. يا عزيزتي لا تستغلي الشِعر حتى تُشبعي إحدى هواياتك فلن أكون راقصاً محترفاً .. يسعى إلى إرضاء نزواتك وها أنا أقدِّم استقالتي من كلِّ جنَّاتك .. | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:49 pm | |
| إلي ميتة
انْتَهتْ قَهْوَتُنا وانْتَهَتْ قِصَّتُنا وانْتَهى الحُبُّ الّذي كُنْتُ أُسَمِّيهِ عَنِيفاً عِنْدَما كُنْتُ سَخيفاً .. وضَعيفاً .. عِنْدما كَانَتْ حَياتي مَسْرحاً لِلتُّرَّهاتِ عِنْدما ضَيَّعْتُ في حُبِّكِ أَزْهى سَنَواتي .. بَرِدَتْ قَهْوَتُنا بَرِدَتْ حُجْرَتُنا فَلْنَقُلْ ما عِنْدَنا بوُضوحٍ , فَلْنَقُلْ ما عِنْدَنا .. أنا ما عُدْتُ بِتاريخِكِ شَيْئاً أَنْتِ ما عُدْتِ بتاريخيَ شَيْئاً ما الّذي غَيَّرَني ؟ لَمْ أَعُدْ أُبْصِرُ في عَيْنَيْكِ ضَوْءاً ما الّذي حَرَّرَني ؟ مِنْ حَكاياكِ القَديمَةْ مِنْ قَضاياكِ السَّقيمَةْ بَعْدَ أَنْ كُنْتِ أَميرَهْ بَعْدَ أن صَوَّرَكِ الوَهْمُ لِعَيْنَيَّ أَميرَهْ بَعْدَ أَنْ كانَتْ ملايينُ النُّجومِ فَوْقَ أَحْداقِكِ تَغْلي كالعَصافيرِ الصَّغيرَةْ .. ما الّذي حَرَّكَني ؟ كَيْفَ مَزَّقْتُ خُيوطَ الكَفَنِ ؟ وتَمَرَّدْتُ على الشَّوْقِ الأَجيرِ .. و على الليلِ .. على الطِّيبِ .. على جَرِّ الحَريرِ بَعْدَ أنْ كانَ مَصيري مَرَّة , يُرْسَمُ بالشَّعْرِ القَصيرِ مَرَّة , يُرْسَمُ بالثَّغْرِ الصَّغيرِ ما الّذي أَيْقَظَني ؟ ما الّذي أَرْجَعَ إِيْماني إليّا .. ومَسافاتي , وأَبْعادي , إليّا .. كَيْفَ حَطَّمْتُ إلهي بِيَدَيَّا ؟ بَعْدَ أَنْ كادَ الصَّدا يَأْكُلُني ما الّذي صَيَّرَني ؟ لا أَرَى في حُسْنِكِ العادِيِّ شَيّا لا أَرَى فِيكِ وفي عَيْنَيْكِ شَيّا بَعْدَ أَنْ كُنْتِ لَدَيّا قِمَّة فَوْقَ ادِّعاءِ الزَّمَنِ عِنْدَما كُنْتُ غَبيَّا ..
إلي نصف عاشقة تحركي خطوة .. يا نصف عاشقة فلا أريد أنا أنصاف عشاق ..
أن الزلازل طول الليل تضربني وأنت واضعة ساقاً على ساق ..
وأنت آخر من تعنيه مشكلتي .. ومن يشاركني حزني وإرهاقي
تبللي مرة .. بالماء أو بدمي وجربي الموت يوماً فوق أحداقي
أنا غريب ، ومنفي ، ومستلب وثلج نهديك غطى كل أعماقي
أمن سوابق شعري أنت خائفة أم من تطرف أفكاري وأشواقي
لا تحسبي أن أشعاري تناقضني فإن شعري طفولي كأخلاقي ..
إلي نهدين مغرورين
عندي المزيد من الغرور فلا تبيعني غرورا
إن كنت أرضى أن أحبكِ فاشكري المولى كثيرا
من حُسن حظك أن غَدَوْتِ حبيبتي .. زمناً قصيرا
فأنا نفخت النارَ فيكِ .. وكنتِ قبلي زمهريرا ..
وأنا الذي أنقذت نهدكِ من تسكعهِ .. لأجعله أميرا ..
وأدرته .. لولا يداي .. أكان نهدك مستديرا ؟
وأنا الذي حرضتُ حلمتكِ الجبانةَ كي تثورا
وأنا الذي .. في أرضك العذراءِ .. ألقيتُ البذورا
فتفجرتْ .. ذهباً وأطفالاً ، وياقوتاً مثيرا
مِنْ حُسْن حظكِ .. أن تحبيني ولو كذباً وزورا
فأنا بأشعاري فتحت أمامك البابَ الكبيرا
وأنا دللتُ على أنوثتكِ .. المراكبَ والطيورا
وجعلت منكِ مليكة ومنحتكِ التاجَ المرَصع ، والسريرا
حسبي غروراً أنني علمتُ نهديكِ الغرورا
فلتشكري المولى كثيرا .. فلتشكري المولى كثيرا ..
أني عشقتكِ ذاتَ يوم .. أشْكُري المولى كثيرا .. | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:50 pm | |
| إلي وشاح أحمر
سأَلْتُكِ ، كيْفَ جَمَعْتِ الجِراحْ ؟ فجاءَتْ وِشاحْ يُعَرْبِدُ .. قِنْديلَ نارٍ وَوَهْجٍ .. بِكَفِّ الرِّياحْ ويَطْفو .. ويَرْسو .. وقَدْ يَسْتَريحُ بِبَعْضِ النُّواحْ .. علي أيِّ وَجْهٍ يَرِفُّ .. ويَنْهارُ أيِّ صَبَاحْ ؟ إذا الْتَمَحَ النَّهْدَ .. ثارَ .. وحارَ وهّزَّ الجَناحْ وحَطَّ علي مَقْعَدَيْ زَنْبَقٍ وعُشَّيْ صُداحْ .. لِيَجْمَعَ زَهْراً .. ويَقْطُفَ فُلّاً ويَجْني أَقَاحْ وعِنْدَ الجَدائِلِ يَحْصُدُ ظِلَّاً وعِطْراً مُباحْ أُبيحَ شبابي .. لِنَهْرِ لهيبٍ تَلوَّي .. وراحْ إلي أيْنَ ؟ مِنْ صِحَّتي تُطْعِمينَ عُروقَ الوِشاحْ ..
إليه في يومِ ميلاده
زَمانُكَ بُسْـتانٌ ، وعَصْـرُكَ أَخْضَرُ وذِكْراكَ عُصْفـورٌ مِنَ القلْبِ يَنقُـرُ
ملأْنا لكَ الأقْـداحَ .. يا منْ بِحُبِّـهِ سَكِرْنا ، كمـا الصـوفيُّ بالله يَسْكَرُ
دخَلْتَ علي تاريخِنـا ذاتَ ليـلةٍ فرائِحـةُ التاريـخِ ، مِسْكٌ وعَنْبَرُ
وكُنتَ .. فكانَتْ في الحقـولِ سـنابلٌ وكانَتْ عصـافيرٌ .. وكانَ صُنوبَـرُ
لَمَسْتَ أمانينـا ، فصـارَتْ جداولاً وأمْطَرْتنا حُبَّـاً ، ولا زِلْـتَ تُمْطِرُ
تأَخَّرْتَ .. عنْ وعْدِ الهـوى يا حبيبَنا وما كُنْتَ عَنْ وَعْـدِ الهـوى تتأخَّرُ ..
سَهُدْنا ، وفكَّرْنا ، وشـاخَتْ دموعُنا وشابَتْ ليالينـا .. وما كُنْتَ تَحْضُـرُ
تُعـاوِدُني ذِكْـراكَ كلَّ عَشـيَّةٍ ويورِقُ فِكْـري .. حينَ فيـكَ أُفَـكِّرُ
وتأْبي جراحي أنْ تَضُـمَّ شِـفاهَها كأنَّ جـراحَ الحُـبِّ لا تَتَخَثَّـرُ ..
أُحبُّكَ .. لا تَفسيرَ عنْـدي لصَبْوتي أُفَسِّرُ مـاذا ؟ والهـوى لا يُفَسَّـرُ
تأخَّرْتَ يا أغلي الرِّجـالِ ، فليلُنـا طويـلٌ ، وأضْـواءُ القناديلِ تَسْهَرُ
تأَخَّرْتَ .. فالسـاعاتُ تأْكُلُ نفْسهـا وأيَّامُنـا في بَعْضِهـا تَتَعَثَّـرُ ..
أتَسْأَلُ عَنْ أعْمـارنا ؟ أنْتَ عُمْرُنـا وأنْتَ لنا المَهْـديُّ .. أنْتَ المُحَـرِّرُ
وأنْتَ أبو الثَّـوْراتِ .. أنْتَ وقودُهـا وأنْتَ انْبِعـاثُ الأرْضِ .. أنْتَ التَّغيُّرُ
تَضيقُ قُبـورُ المَيِّتينَ .. بمَنْ بهـا .. وفي كُلِّ يوْمٍ ، أنْتَ في القَبْـرِ تَكْبُرُ ..
تأَخَّرْتَ عنـا .. فالجيـادُ حزينَةٌ وسَيْفُكَ مِنْ أشْـواقِهِ .. كـادَ يَكْفُرُ
حِصانُكَ في سيْناءَ يَشْـرَبُ دَمْعَـهُ ويا لِعـذابِ الخيْـلِ إذْ تَتَـذَكَّرُ
وراياتُكَ الخَضْـراءَ تَمْضِغُ دَرْبَهـا وفوْقَـكَ آلافُ الأَكاليـلِ تُضْـفَرُ
تأَخَّرْتَ عنـا .. فالمَسـيحُ مُعَـذَّبٌ هناكَ .. وجُرْحُ المَجْدَليَّـةِ أَحْمَـرَ
نسـاءُ فِلَسْـطينٍ تَكَحَّلْنَ بالأسـى وفي بيْتِ لَحْـمٍ ، ، قاصِـراتٌ وقُصَّرُ
وليْمـونُ يافـا يابِسٌ في حُقـولِهِ وهَلْ شَجَـرٌ في قَبْضَـةِ الظُّلْمِ يُزْهِرُ ؟
رفيقَ صلاحِ الديـنِ .. هلْ لكَ عَـوْدَةٌ فإنَّ جُيوشَ الـرُّومِ تَنْهـي ، وتأْمُرُ
رفاقُكَ في الأغْـوارِ شّـدّوا سُروجَهُمْ وجُنْدُكَ في حِطِّينَ ، صَلُّـوا .. وكبَّروا ..
تُغَنّي بِكَ الدُّنيـا .. كأنَّكَ طـارِقٌ علي بَرَكاتِ اللهِ ، يَرْسـو .. ويُبْحِـرُ
تُناديـكَ مِنْ شـوْقٍ مـآذِنُ مَكَّةٍ وتَبْكيكَ بَـدْرٌ ، يا حبيبي ، وخَيْبَـرُ
ويَبْكيـكَ صَفْصـافُ الشَّـآمِ وَوَرْدُها ويَبْكيـكَ زَهْـرُ الغَوْطَتَيْنِ ودُمَّـرُ
تعـالَ إليْنـا .. فالمُـروءاتُ أَطْرَقَتْ ومَوْطِـنُ آبـائي زُجـاجٌ مُكَسَّـرُ
هُزِمْنـا .. ومازِلْنا شَـتاتَ قَبـائِلٍ تَعيشُ علي الحِـقْدِ الـدَّفينِ وتَثْـأَرُ
يُحـاصِرُنا كالمَوْتِ .. ألْفُ خليـفَةٍ ففي الشَّرْقِ هولاكو وفي الغَـرْبِ قَيْصَرُ
أبا خالـدٍ .. أشْكو إليْـكَ مواجِعي ومِثْلي لَهُ عُـذْرٌ .. وَمِثْلُكَ يَعْـذُرُ
أنا شَجَرُ الأَحْـزانِ ، أنْـزِفُ دائِماً وفي الثَّلْجِ ، والأَنْـواءِ ، أُعْطي وأُثْمِـرُ
يُثيرُ حُزَيْـرانٌ جُنـوني ونِقْـمَتي فأغْتـالُ أوْثاني .. وأبْكي .. وأكْفُـرُ
وأذْبَحُ أَهْـلَ الكَهْفِ ، فوْقَ فراشِـهِمْ جميـعاً .. وِمِنْ بوَّابَـةِ المَوْتِ أَعْبُـرُ
وأتْرُكِ خلْفـي .. ناقَتي وعَبـاءَتي وأمْشي .. أنا في رَقْبَةِ الشّمْسِ خِنْجَـرُ
وأَصْرُخُ : يا أرْضَ الخُرافاتِ ، اِحْبَلي لعلَّ مسـيحاً ثانياً .. سـوْفَ يَظْهَرُ .. | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:51 pm | |
| أمام قصرها
متى تَجيئينَ ؟ قـولي لمَوْعِـدٍ مُسْتَحيـلِ
يعيشُ في الظَّنِّ .. فـوْقَ الوُقوعِ .. فوقَ الحُصـولِ
وأنْتِ لا شـيءَ إلا وَعْدٌ ببـالِ الحُقـولِ
وأنْتِ خَيْـطُ سـرابٍ يَموتُ قَبْـلَ الوُصـول
ظِلُّ التَّصـاميمِ تَمْـشي في جَبْهَـةِ الإزْميـلِ ..
أنا علي البـابِ .. أرْجو انْزيـاحَ سِتْرٍ صَقيـلِ
يَلْهو الشـتاءُ بِشَـعْري ومِعْطَفـي المَبْلـولِ
أشْقي .. وأنْتِ اسْـتَليني ريشَ الوسـادِ النبيـلِ
طَيْـفٌ تَثـلَّجَ خلْفَ الزُّجاجِ .. هيـا افْتحي لي
مَنْ أنْتَ ؟ وارْتـاعَ نَهْدٌ طِفْـلٌ كثيرُ الفُضـولِ
مَنْ أنْتَ ؟ أَوْجَعْـتَ حتّى تَفْتـا القَميصِ الكَسـولِ
أَوْجَعْتَ أَكْـداسَ لَـوْزٍ فُـديتَ مِنْ مَجْهـولِ ..
أنا بقايـا البَقايـا مِنْ عَهْدِ جَـرِّ الذُّيـولِ
أَهْـواكِ مُذْ كُنْتِ صُغْرى كَصَفْحَـةِ الإنْجـيلِ
ومِنْ زَمـانٍ .. زَمـانٍ ومِنْ طويلٍ .. طَـويلِ ..
وكُنْتُ أغْمِـسُ وَجْهـي في شَعْـرِكِ المَجْـدولِ
في شَكْلِ وَجْهِـكِ أقْـرا شَكْلَ الإلهِ الجَمـيلِ ..
متى ؟ ورُدَّتْ صَـلاتي مَعَ انْهِمـارِ السُّـدولِ
امرأة تمشي في داخلي
1 لا أحد قرأ فنجاني .. إلا وعرف أنّك حبيبتي لا أحد درس خطوط يدي إلا واكتشف حروف اسمك الأربعة .. كلُّ شيء يمكن تكذيبه إلا رائحة امرأة ٍ نحبُّها .. كلُّ شيءٍ يمكن إخفاؤه إلا خطوات امرأةٍ تتحرَّك في داخلنا .. كلُّ شيءٍ يمكن الجدل فيه .. إلا أنوثتك .. 2 أين أخفيك يا حبيبتي؟ نحن غابتان تشتعلان وكلُّ كميرات التلفزيون مسلَّطة ٌ علينا .. أين أخبِّئك يا حبيبتي؟ وكلُّ الصحافيين يريدون أن يجعلوا منك نجمة الغلاف .. ويجعلوا مني بطلاً إغريقياً وفضيحة ً مكتوبة .. 3 أين أذهب بك؟ أين تذهبين بي؟ وكل المقاهي تحفظ وجوهنا عن ظهر قلب وكل الفنادق تحفظ أسماءنا عن ظهر قلب وكل الأرصفة تحفظ موسيقى أقدامنا عن ظهر قلب .. نحن مكشوفون للعالم كشرفة ٍ بحرية ومرئيان كسمكتين ذهبيتين .. في إناءٍ من الكريستال .. 4 لا أحد قرأ قصائدي عنك .. إلا وعرف مصادر لغتي .. لا أحد سافر في كتبي إلا وصل بالسلامة إلى مرفأ عينيك لا أحد أعطيته عنوان بيتي إلا توجّه صوب شفتيك .. لا أحد فتح جواريري إلا ووجدك نائمة ً هناك كفراشة .. ولا أحد نبش أوراقي .. إلا وعرف تاريخ حياتي .. 5 علـِّميني طريقة ً .. أحبسك بها في التاء المربوطة وأمنعك من الخروج .. علِّميني أن أرسم حول نهديك دائرة بالقلم البنفسجي وأمنعهما من الطيران علـِّميني طريقة ً أعتقلك بها كالنقطة في آخر السطر .. علميني طريفة أمشي بها تحت أمطار عينيك .. ولا أتبلل وأشمُّ بها جسدك المضمّخ بالبهارات الهنديَّة .. ولا أدوخ .. وأتدحرج من مرتفعات نهديك الشاهقين .. ولا أتفتـّت .. 6 ارفعي يديك عن عاداتي الصغيرة وأشيائي الصغيرة .. عن القلم الذي أكتب به .. والأوراق التي أخربش عليها .. وعلاقة المفاتيح التي أحملها .. والقهوة التي أحتسيها .. وربطات العنق التي أقتنيها ارفعي يديك عن كتابتي .. فليس من المعقول أن أكتب بأصابعك وأتنفس برئتيك .. ليس من المعقول أن أضحك بشفتيك وأن تبكي أنت بعيوني!!. 7 اجلسي معي قليلاً .. لنعيد النظر في خريطة الحب التي رسمتها بقسوة فاتح ٍ مغوليّ .. وأنانية امرأة تريد أن تقول للرجل: " كن .. فيكون .. " كلـِّميني بديمقراطية، فذكور القبيلة في بلادي .. أتقنوا لعبة القمع السياسي ولا أريدك أن تمارسي معي لعبة القمع العاطفي .. 8 اجلسي حتى نرى .. أين حدود عينيك؟. وأين حدود أحزاني؟. أين تبتدئ مياهك الإقليمية؟ وأين ينتهي دمي؟. اجلسي حتى نتفاهم .. على أي جزءٍ من أجزاء جسدي ستتوقف فتوحاتك .. وفي أي ساعةٍ من ساعات الليل ستبدأ غزواتك؟ 9 اجلسي معي قليلاً .. حتى نتفق على طريقة حبٍّ لا تكونين فيها جاريتي .. ولا أكون فيها مستعمرة ً صغيرة في قائمة مستعمراتك .. التي لا تزال منذ القرن السابع عشر تطالب نهديك بالتحرر ولا يسمعان .. ولا يسمعان .. | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:51 pm | |
| امرأة من دخان
كيفَ فكَّرْتِ في الزيـارةِ ؟ قـولي بَعْدمـا أطفأتْ هوانا .. السـنينُ
اجمعي شَعْرَكِ الطويـلَ .. يُخيفٌ الليـلَ .. هذا المُبَعْثَرُ المجنـونُ
لا تدقـي بابـي ، وظلّي بعمـري مستحـيلاً ، ما عانقتهُ الظنـونُ
أنتِ أحلي ممنوعةُ الطيفِ ، خَجْلي يتمني مـروركِ .. الياسميـنُ
لا أريدُ الوضوحَ .. كـوني وشاحـاً منْ دُخـانٍ .. ومَوْعِـداً لا يحينُ
ولْتعيشي تخَيُّلاً فـي جبينـي ولتكونـي خُرافـةً لا تكـونُ
اتركيني .. أبْنيكِ شَعْراً .. وصَدْراً أنتِ لَـوْلايَ يا ضَعِيـفَةُ .. طينُ
ودعي لي تلوينَ عينيكِ .. إنـي تَتَمَنَّـي ألْـوانَ وهْمي العيـونُ
لا تجيئي لموعـدي .. واتركينـي في ضَـلالٍ ، يبكي عليـه اليقينُ
واحرقينـي .. إذا أردتِ فإنـي لا أطيقُ الجَمـالَ حينَ يليـنُ
أنا .. ما دُمْتِ في عروقيَ همسـاً فإذا كُنْتِ واقعـاً .. لا أكـونُ !
امرأة من زجاج
عَيْنـاكِ .. كُلُّهُما تَحَـدّي ولَقَدْ قِبِـلْتُ أنا التَّحدي !!
يا أجْبَنَ الجُبنـاءِ .. اِقْتَرِبي فَبَرْقُـكِ دونَ رَعْـدِ
هاتي سِـلاحَكِ .. واضْرُبي سَتَرَيْنَ كيْفَ يـكونُ رَدِّي ..
إنْ كانَ حِقْـدُكِ قَطْـرَةً فالحِقْدُ كالطُّوفـانِ عِنـدي
أنا لَسْـتُ أَغْفِرُ كالمَسـيحِ ولَنْ أُديـرَ إليْكِ خـدِّي
السَّـوْطُ .. أصْبَحَ في يَـدي فتَمَزَّقي بِسـياطِ حِقْـدي
يا آخِرَ امْرأةٍ .. تُحـاوِلُ أنْ تَسُدَّ طريـقَ مَجْـدي
جُـدرانُ بيْتُكِ زٌجـاجٍ فاحْـذري أنْ تَسْتَبِـدِّي !
سَـنَري غّداً .. سَـنَري غَداً مَنْ أَنْتِ بَعْـدَ ذُبـولِ وَرْدي
أَتُهّدِّدينَ بِحُبِّكِ الثّـاني .. وَزِنْـدٍ غيرَ زِنْـدي ؟
إنّي لأعْرِفُ ، يا رَخيصَـةُ ، أنَّني ما عُـدْتُ وَحْدي ..
هذا الذي يَسْـعي إليْكِ الآنَ لا أرْضـاهُ عَبْـدي ..
فلْيَمْضُغِ النَّهْـدَ الـذي خَلَّفْتُـهُ أنْقـاضَ نَهْـدِ ..
يَكْفيـهِ ذلاً .. أنَّـهُ قدْ جاءَ ماءَ البِئْرِ .. بَعْـدي
امنحيني الحب كي أصبح أخضر
1 اسمعيني جيداً .. اسمعيني جيداً .. أنا في حالة عشق ، ربما لا تتكرر . حالة شعرية .. صوفية .. رائعة في حزنها وأنا دوماً بحزني أتعطر .. 2 عانقيني جيداً .. أنا في حال انعدام الوزن .. يا سيدتي . فعروقي تتلاشى .. وعظامي تتبخر .. اغسلي شعرك في نهر جنوني .. فجنون الحب .. شيء لا يفسر ..
3 اقرأيني جيداً .. فأنا أبحث عن قارئة مهووسة تضع الأشعار في معصمها مثل الأساور .. وترى العالم مرسوماً على صورة شاعر .. 4 اسكري بي .. اسكري بي .. اسكري حتى يصير البحر وردياً .. نبيذياً .. رمادياً .. وأصفر .. كم جميل أن تضيع امرأة عقلها في حضرة الشعر .. وتسكر .. 5 أنا في أجمل حالاتي .. وفي أزهى حضاراتي .. وكم يعجبني أن أتحضر .. فامنحيني فرصة أخرى ، لكي أكتب التاريخ .. فالتاريخ ، يا سيدتي ، لا يتكرر .. 6 إنني بالحب غيرت زماني مثلما غيرت تاريخ الأنوثه .. ما هو الشعر إذا لم يغير ؟ من هو الشاعر إن لم يتغير ؟ 7 كلما زادت أقاصيص الهوى في بلادي قصة .. تحبل الوردة طيبا .. وهلال الصيف ، يكتظ حليبا .. 8 يا التي جاءت إلى ذاكرتي من بياض الياسمين من سواقي الماء في غرناطة ودموع الماندولين . ما الذي يمكن أن نفعله ؟ البيانو غارق في دمعه .. والمواني كلها مغلقة .. ونبيذ البحر أحمر .. ليس عندي للهوى خارطة .. فهو يوماً وردة في عروتي . وهو يوماً في فراش الحب خنجر .. وهو يوماً جمرة تحرقني .. وهو يوماً في فمي .. قطعة سكر .. 9 منذ خمسين سنه .. وأنا أقفز من لغم إلى لغم .. وأدعو أمتي كي تتغير .. لم أفجر حائط القبح - كما خيل لي - إنما كنت بناري أتفجر .. 10 منذ خمسين سنه .. لم أقابل ظبية تهرب من صيادها .. أو عرفت امرأة راغبة أن تتحرر !! .. 11 إن ما يذهلني .. كلما جئت إلى موعدنا أن لون الوقت في ساعاتنا .. أصبح أخضر .. وبأن البن في قهوتنا أصبح أخضر .. وبأن الشوق في أحداقنا .. أصبح أخضر .. 12 ما الذي يجري بتاريخي .. وتاريخك ، يا سيدتي ؟ كلما وزعت قبلاتي على شعرك .. طال الشعر أكثر !! .. 13 إن ما يدهشني .. ذلك الإحساس في كل صباح إن ما أبصره يصبح شعرا .. أن ما ألمسه يصبح شعرا .. أن أشيائي وأشياءك - مهما صغرت - تصبح شعرا .. ركوة القهوة ، في حال الهوى - تصبح شعرا .. كتب الشعر التي تعجبنا .. ضحكة البرنس في الحمام .. صوت الماء ينساب على سلسلة الظهر سعيداً .. آلة التسجيل .. تنويعات شوبان .. إضاءات موزارت .. ومذاق القبلة الأولى على الريق .. وغوص القدم البيضاء في الموكيت .. لمس الشعر بالفرشاة .. وضع الكحل في زاوية العينين .. ماذا يتبقى؟ كي يصير الكون موسيقى وشعرا؟؟ تلك صفحات من التاريخ ، يا سيدتي أبداً لن تتكرر .. أبداً لن تتكرر .. 14 ما الذي ينتابني في هذه الأيام ، يا سيدتي ؟ كل ما أقرؤه يصبح أخضر .. كل ما أكتبه يصبح أخضر .. لغتي خضراء .. والأسماك .. والأفعال .. والهمزات .. والفتحات .. والضمات .. والإيقاع الأخضر .. وعروض الشعر الأخضر .. 15 ما الذي قد خلط الألوان في أعيننا ؟ إن تكلمنا على الهاتف .. صار الصوت أخضر .. أو تمدننا على الديوان .. صار القمح في إبطيك أخضر .. أو تسكعنا على أرصفة الحزن .. وجدنا أن لون الحزن الأخضر .. أو جلسنا مرة في مقهى .. أصبح النادل من عطرك أخضر !! .. 16 آه .. يا سيدة الماء التي تأخذني للينابيع .. وتهديني نجوماً .. وكروماً .. وصنوبر .. ألف شكر لعطاياك .. فأني عشت في التيه طويلاً .. ثم أصبحت - بفضل الحب - أخضر !! .. | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:52 pm | |
| أمية الشفتين
أُمْيَـةَ الشَـفَتيْنِ .. لا تتبَرّمـي إني أتيتُكِ هاديـاً ومُبَشّـراً,, حتى أُعَلّمُـكِ الهـوى .. فتعلّمي ما زالَ قانـونِ القبيلةِ حاكمـاً جسَدَ النِساءِ .. فحاولي أن تحْكمـي اصْغـى إليّ ,, فإنّ وقْتِيَ ضَيّـقٌ والقمـحُ يَنْبُتُ مَرّةً في الموْسِـمِ خليـكِ عاقلةٌ ,, ولا تَسْتقْبلـي مطرَ الربيعِ , بوجْهِـكِ المُتَجَهّـمِ كوني كمـا كلّ النسـاءِ .. فإنني لا أعْرِفُ امـرأةً تعيـشُ بلا فَمِ هذي تَعَاليمـي أمامك كُلّهـا سَتَرَيْنَ فيهـا جنّتي وجَهَنّمـي إن كنتِ حتى الآنَ لمْ تسْـتَوْعبي ما جـاءَ فيها فاسْـأَلي واسْتَفْهمي أنا لا أُريـدُ عليكِ فـرْضَ مواقفي إنْ كان يُعْجِبُكِ الكـلام .. تكلّمـي أو كنتِ ترتاحينَ في شـتمي .. اشتُمي فالحـبُ بالإكـراهِ ليـس هوايتي والعـنفُ ـ سـيِّدتي ـ يُزيدُ تَأزُّمي سأكونُ نـزلاُ ,, لو جررْتُكِ للهوى جرّ النِعـاجِ ,, فحـاولي أن تفهمي خلّيكِ هادئـةً ,, فليـسَ بنيتي أن أقْلـب الليـل الجميـلَ لمأتمِ أنـا لمْ أكنْ يوْمـاً رئيس قبيلةٍ حتي أحبّكِ بالأظافِـرِ والـدمِ لكنني رجُلٌ يُحـاوِلُ دائِمـاً .. تغييرَ خارِطَـةِ السَّمـاء بشعْرِهِ وبعشـقهِ ,, تغْيير طقْسِ الأنجُمِ ..
إن الأنوثة من علم ربي
يذوبُ الحنانُ بعَيْنيْكِ مِثْلُ دوائِرِ ماءْ يَذوبُ الزّمانُ ، المكانُ ، الحقولُ ، البيوتُ ، البِحارُ ، المَراكِبْ .. يَسْقُطُ وَجْهي علي الأرْضِ مِثْلَ الإناءْ وأحْمِلُ وَجْهي علي الأرْضِ وأَحْلُمُ بامرأةٍ تَشْتَريهْ .. ولكنَّ مَنْ يَشْتَرونَ الأواني القَديمةَ قدْ أَخْبروني بأنَّ الوجوهَ الحزينَةَ .. لا تَشْتَريها النِّساءْ وصَلْنا إلي نُقْطَةِ الصِّفْرِ .. ماذا أقولُ ؟ وماذا تَقولينَ ؟ كلُّ المواضيعِ صارَتْ سواءْ .. وصارَ الوراءُ أماماً .. وصارَ الأمامُ وراءْ .. وصَلْنا إلي ذُرْوَةِ اليأْسِ .. حيثُ السَّماءُ رصاصٌ .. وحيثُ العِناقُ قِصاصٌ .. وحيثُ ممارَسَةِ الجِنْسِ ، أَقْسي جَزاءْ .. تُحبِّينَ .. أوْ لا تُحِبِّنَ .. إنَّ القَضيَّةَ تَعْنيكِ أنْتِ علي أيِّ حالْ فلَسْتُ أُجيدُ القراءَةَ في شَفَتَيْكِ .. لكيْ أتَنَبَّأَ في أيِّ وَقْتٍ .. سَيَنْفَجِرُ الماءُ تَحْتَ الرِّمالْ وفي أيِّ شَهْرٍ تَكونينَ أكْثَرَ عُشْباً .. وأكْثَرَ خَصْباً .. وفي أيِّ يوْمٍ تكونينَ قابلَةً للوِصالْ تُريدينَ أوْ لا تُريدينَ .. إنَّ الأنوثَةَ مِنْ عِلْمِ ربّي .. ولوْ كُنْتُ أمْلِكُ خارِطَةَ الطَّقْسِ لَكُنْتُ قرأْتُكِ سَطْراً .. فسَطْراً وبرّاً .. وبَحْراً .. ونَهْداً .. وخَصْراً .. وكُنْتُ تأكَّدْتُ مِنء أيِّ صوْبٍ ، تَهُبُّ رياحُ الجَنوبِ ، ومِنْ أيِّ صَوْبٍ تَهُبُّ رياحُ الشِّمالْ وكُنْتُ اكْتَشَفْتُ طريقي إلي جُزُرِ التَّبْغِ ، والشّايِ ، والبُرْتُقالْ تُحبِّينَ أوْ لا تُحبِّينَ .. إنَّ السنينَ ، الشّهورَ ، الأسابيعَ ، تَمْرُقُ كالرّمْلِ مِنْ راحَتيْنا .. أُحاوِلُ تَفْسيرَ هذا الخرابِ .. الّذي يتَراكَمُ شَيْئاً .. فشيْئاً علي شَفَتَيَّا .. أُحاوِلُ أنْ أَتَذَكَّرَ عَصْرَ الكلامِ الجَميلْ وعَصْرَ المياهِ وعَصْرَ النَّخيلْ أُحاوِلُ تَرْميمَ حُبَّكِ .. رَغْمَ اقْتِناعي بأنَّ التِصاقَ الزُّجاجِ المُكَسَّرِ ضَرْبٌ مِنَ المُسْتَحيلْ تُحبِّينَ أوْ لا تُحبِّينَ .. إنَّ القَضيَّةَ لا تَسْتَحقُّ الوقوفَ لديها طويلاً .. ولا تَسْتَحِقُّ الغَضَبْ لقَدْ أَصْبَحَ الماءُ مِثْلَ الخَشَبْ وكلُّ النّساءِ اللواتي دَخَلْنَ حياتي أتينَ .. ورُحْنَ .. بغَيْرِ سَبَبْ !!
أنا رجل واحد .. وأنت قبيلة من النساء
1 حُبُّكِ .. إِشْكالِيَّةٌ كُبْرى .. إِشْكالِيَّةٌ جَسَدِيَّةْ .. وإِشْكالِيَّةٌ لُغَويَّةْ .. وإِشْكالِيَّةٌ ثَقافِيَّةْ .. فذِراعي قَصيرَةْ وأَغْصانُكِ مُثْقلَةٌ بالفاكِهَةْ .. وأَجْنحَتي مَكْسورَةْ وسَماواتُكِ مَدْروزَةٌ بالْعصافِيرْ .. ومُفْرداتي مَحْدودَةْ .. وجَسَدُكِ أَكاديميَّةٌ مَلَكِيَّةْ .. تَخْتَزِنُ الشَّعْرَ وتَبْتَكِرُ اللُغاتْ .. 2 مَعَكِ .. لا توجَدُ أَنْصافُ حُلولْ ، ولا أَنْصافُ مَواقِفْ ، ولا أَنْصافُ أَحاسِيسْ ، كُلُّ شَيءٍ مَعَكِ .. يَكونُ زِلْزالاً أوْ لا يَكونْ .. وكُلُّ يَوْمٍ مَعَكِ .. يَكونُ انْقلاباً أوْ لا يَكونْ .. وكُلُّ قُبْلةٍ علي فَمكْ تَكونُ جَهَنَّماً .. أوْ لا تَكونْ !! 3 هكذا أَنا .. مُنْذُ احْتَرَفْتُ الحُبَّ واحْتَرَفْتُ الكِتابَةْ ، لا قَصيدةَ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصابِعي إلا وَهيَ ساخِنَةٌ كَرَغيفِ الخُبْزْ ، ولا امْرأَةٌ أَضَعُ عليْها يَديْ .. إلا وَتَحْمِلُ في بَطْنِها خَمْسينَ قَمَرْ .. 4 مَعَكِ .. لا يوجَدُ طَقْسٌ مُعْتَدِلْ ولا هُدْنَةٌ طَويلةْ ولا حِيادٌ مُطْلقْ ، فالْحيادُ مَعَ امْرأَةٍ مِثْلُكِ مَعْجونَةٌ بِلَوْزِها .. وَعَسَلِها .. وحَليبِ أُنوثَتِها .. وموسيقي أَمْشاطِها ، وخَواتِمِها ، تَرَفٌ ثَقافيٌّ لا أَقْدِرُ عَلَيهْ وتَنازُلٌ سَخيفٌ عَنْ صَهيلِ رُجولَتي !! 5 مَعَكِ .. لا يوجَدُ للحُبِّ سينارْيو واحدْ .. ولا لِلْجِنْسِ أُسْلوبٌ واحدْ .. ولا لِلذُّكورِ رائِحةٌ واحِدَةْ .. وإنَّما حُروبٌ عَبَثِيَّةٌ لا يَنْتَصِرُ فيها أَحَدْ ، تَتَكَسَّرُ فيها الأَساوِرُ على الأَساوِرْ .. والأَقْراطُ على الأَقْراطْ .. والأَمْشاطُ على الأَمْشاطْ .. وقَصائِدي .. على قِمَّةِ نَهْدِكِ المُغَطَّى بالثُّلوجْ .. 6 مَعَكِ .. لا يوجَدُ خَطٌّ مُسْتَقيمْ ، ولا صِراطٌ مُسْتَقيمْ ، فأَنْتِ عَمَلٌ تَجْريدِيٌّ غَامِضْ يَخْتَلِطُ فيهِ الأَحْمَرُ بالأَزْرَقْ .. بِالبُرْتُقاليّْ .. والشِّعْرُ .. بِالنَّثْرْ .. بالنِّظامِ .. بِالفَوْضى .. بِالحَضارَةِ .. بِالتَّوَحُّشْ .. بِالوجودِيَّةِ .. بِالصُّوفِيَّةْ .. 7 مَعَكِ يولَدُ الرَّجُلُ بالمُصادَفَةْ وَيَموتُ بالمُصادَفَةْ !! 8 كَيْفَ يُمْكِنُني أَنْ أُهادِنَ زِلْزالاً .. أوْ طوفاناً .. أوْ غابَةً إِفْريقِيَّةٍ مُشْتَعِلَةْ ؟ كَيْفَ يُمْكِنُني أنْ أُصالِحَ نَحْلةً تُخَطِّطُ لارْتِشافِ دمي ؟ 9 كَيْفَ يُمْكِنُني أنْ أَتَفاهَمَ مَعَ جَسَدِكْ وَهْوَ لا يَعْرِفُ إلا لُغَتَهْ ؟ 10 كَيْفَ يُمْكِنُني أَنْ أَرْبَحَ المَعْرَكَةْ ؟ وأَنا رَجُلٌ واحِدْ .. وأَنْتِ قَبيلَةٌ مِنْ نِساءْ ؟؟ 11 مَعَكِ .. تَتَدَاخَلُ الأَزْمِنَةُ بِبَعْضِها ، والأَمْكِنَةُ بِبَعْضِها ، ونُصوصُ الشِّعْرِ بِبَعْضِها ، فلا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنْ ؟ ولا أَعْرِفُ إلى أَيْنْ ؟ ولا يَعْنيني أَبَداً أَنْ أَسْتَشيرَ النُّجومْ أَوْ أَنْ أَقْرَأَ الخَرائِطْ ، فالْعاشِقُ الكَبيرْ هوَ الّذي يَرْمي نَفْسَهُ في بَحْرِ العِشقْ بلا بُوْصَلَةْ .. ولا خَريطَةْ .. ولا شِهادَةِ تَأْمينْ .. 12 لَيْس لديَّ مِهْنةٌ أُخْرى في هذا العَالَمْ سِوى أَنْ أُحِبَّكِ .. ولَوْ حَدَثَ أَنْ توَقَّفْتُ عَنْ مُمارَسَةِ هذا الجُنونِ الجَميلْ لأَصْبَحْتُ عاطِلاً عَنِ العَمَلْ !! 13 إِنَّ الحُبَّ عِنْدي هوَ غَريزَةٌ وِلادِيَّةْ وَلَيْسَ أَبداً عادَةً مُكْتَسَبَهْ , أَوْ طَبيعَةً ثانِيَهْ .. فإِذا رَأَيْتِني ذاتَ صَباحْ أَتَسَلَّقُ كَدودَةِ القَزِّ على أَشْجارِ نَهْدَيْكِ .. فاعْلَمي ، أَنَّ صِناعَةَ الحَريرْ هيَ جُزْءٌ لا يَتَجَزَّأْ مِنْ تُراثِي الدِمَشْقيّْ .. 14 لَمْ أَعُدْ يا حَبيبَتي قادِراً على العِشْقِ بالتَّقْسيطْ .. ومَزْمَزَةِ شَفَتَيْكِ بالتَّقْسيطْ .. وتَقْشيرِ تُفَّاحِ يَدَيْكِ .. بالتَّقْسيطْ .. أنا اليَوْمَ ، رَجُلٌ بِراغْماتِيّْ , أُؤْمِنُ أَنَّ المَرْأَةَ النَّائِمَةَ في راحَةِ يَدَيْ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ نِساءٍ على الشَّجَرَةْ .. وأَنَّ الحِوارَ مَعَ جَسَدِ أَفْرودايْتْ .. أَهَمُّ مِنَ الحِوارِ مَعَ جَميعِ الملائِكَةْ !! 15 يا سيِّدتي : اسْمَحي لي أَنْ أُمارِسَ طُفولَتي قليلاً وأَضَعَ النِّقاطَ على حُروفِ عِلاقَتِنا ، فأَنا مُنْذُ أنْ نَزَلْتُ مِنْ بَطْنِ القَصيدَةْ .. لا أُؤْمِنُ بالأُمورِ الوَسَطْ .. لا في الحُبِّ .. ولا في الكتابةِ .. ولا في مُغازَلَةِ النِّساءْ .. إنَّ البِراغْماتِيَّةَ في الحُبِّ ، هِيَ عَقيدَتي .. وأَرْفضُ الحِكْمَةَ المأْثورَةَ التي تَقولْ : ( أَجِّلْ عِشْقَ اليَوْمِ , إلى نَهارِ غَدٍ ) .. كَيْفَ يُمْكِنُني أَنْ أُؤَجِّلَ امْرأَةً أُحِبُّها إلى يَوْمٍ آخَرْ ؟ إلى شَهْرٍ آخَرْ ؟؟ ، إلى عامٍ آخَرْ ؟ إلى عَصْرٍ آخَرْ ؟ إلى إِشْعارٍ آخَرْ ؟ فالعُيونُ الكَبيرَةُ لا تُؤَجَّلْ .. والأَمْطارُ الاسْتِوائِيَّةُ لا تُؤَجَّلْ .. والعَواصِفُ الرَّعْدِيَّةُ لا تُؤَجَّلْ .. والقصائِدُ الاسْتِثْنائِيَّةْ .. لا تُكْتَبُ إلا مَرَّةٌ واحِدَةْ ..
__________________ | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:53 pm | |
| أنا محرومة
لا أُمُّـهُ لانَتْ .. ولا أُمِّـي وحُبُّـهُ يَنـامُ في عَظْمي
إنْ خَبَّـأَتْ أمِّي بِصُنْدوقِهـا شـالي .. فلي شالٌ مِنَ الغيْمِ
أَوْ أَوْصَدوا الشُّبَّـاكَ كيْ لا أَري فَتَحْـتُ شُبَّاكاً مِنَ الـوَهْمِ
ما أَشْفَقَ النـاسُ علي حُبِّنـا وأَشْـفَقَتْ مَسـانِدُ الكَرْمِ
أُحِبُّ عِطْـرَ الجُرْحِ مِنْ أَجْلِهِ فَهَلْ تُـراهُمْ عَطَّـروا هَمِّي
أَمـا بَذَرْنا الرَّصْـدَ والمَيْجَنا هُنـاكَ في جُنَيْنَةِ النَّجْمِ ..
قوافِـلُ الأَقْمـارِ مِنْ رَسْمِهِ وما تَبَقَّي كُلُّـه رَسْـمي ..
وقَبْلَنا لا شـالَ شـالٌ .. ولا أَدْرَكَ خَصْـرٌ نِعْمَـةَ الضَّمِّ
مِنْ فَضْـلِنا ، مِنْ بَعْضِ أَفْضـالِنا أنَّا اخْتَرَعْنـا عالَمَ الحُلْمِ ..
أنا مع الإرهاب
مُتَّهمونَ نحْنُ بالإرْهابْ .. إنْ نحنُ دافَعْنا عَنِ الوَرْدةِ .. والمَرْأةِ .. والقصيدةِ العَصْماءَ .. وزُرْقةِ السَّماءْ .. عنْ وطنٍ لمْ يَبْقَ في أَرْجائِهِ .. ماءٌ .. ولا هَوَاءْ .. لَمْ تَبْقَ فيهِ خَيْمةٌ .. أَوْ ناقَةٌ .. أوْ قَهْوةٌ سَوْداءْ .. مُتَّهمونَ نحْنُ بالإرْهابْ .. إنْ نحْنُ دافَعْنا بِكُلِّ جُرْأَةٍ عنْ شَعْرِ بَلْقيسَ .. وعنْ شِفاهِ مَيْسونَ .. وعنْ هِنْدٍ .. وعنْ دَعْدٍ .. وعنْ لُبْنى .. وعنْ رَبابْ .. عَنْ مَطَرِ الكُحْلِ الَّذي يَنْزِلُ كالوَحْيِ مِنَ الأَهْدابْ !! لَنْ تجِدوا في حَوْزتي قصيدةً سِرِّيَّةً .. أوْ لُغةً سِرِّيَّةً .. أوْ كُتُباً سِرِّيَّةً أسْجِنُها في داخِلِ الأَبْوابْ وليْسَ عِنْدي أبداً قصيدةً واحدةً .. تَسيرُ في الشَّارعِ .. وَهْىَ تَرْتدي الحِجَابْ مُتَّهمونَ نحْنُ بالإِرْهابْ .. إذا كَتَبْنا عنْ بقايا وَطَنٍ .. مُخَلَّعٍ .. مُفَكَّكٍ مُهْترئٌ أشْلاؤهُ تَناثَرَتْ أشْلاءْ .. عَنْ وَطَنٍ يَبْحثُ عنْ عُنْوانِهِ .. وأُمَّةٍ ليْسَ لها أَسْماءْ ! عَنْ وطنٍ .. لَمْ يَبْقَ مِنْ أشْعارِهِ العظيمةِ الأولى سِوى قَصائِدِ الخَنْساءْ !! عنْ وطنٍ لمْ يَبْقَ في آفاقِهِ حُرِّيَّةُ حَمْراءُ .. أوْ زرْقاءُ .. أوْ صفْراءْ .. عنْ وطنٍ .. يَمْنعُنا أنْ نَشْترى الجَريدَةَ أوْ نَسْمعَ الأنْباءْ .. عنْ وطنٍ كُلُّ العصافيرِ بِهِ مَمْنُوعةٌ دَوْما مِنَ الغناءْ .. عنْ وطنٍ .. كُتَّابُهُ تَعوَّدوا أنْ يكْتُبوا .. مِنْ شِدَّةِ الرُّعْبِ .. على الهَواءْ !! عنْ وطنٍ .. يُشْبِهُ حالَ الشِّعْرِ في بلادِنا فَهْوَ كلامٌ سائِبٌ .. مُرْتجلٌ .. مُسْتَوْرَدٌ .. وأَعْجَمِيُّ الوَجْهِ واللسانْ .. فما لهُ بِدايةٌ .. ولا لهُ نِهايَةٌ ولا لهُ علاقةٌ بالنَّاسِ .. أو بالأرْضِ .. أوْ بِمأْزقِ الإنسانْ !! عنْ وطنٍ .. يمْشى إلى مُفاوضاتِ السِلْمِ .. دونَما كرامةٍ .. ودونما حِذاءْ !!! عنْ وطنٍ .. رجالهُ بالوا على أنْفسِهمْ خوفاً .. ولمْ يَبْقَ سوى النِّساءْ !! المِلْحُ في عُيونِنا .. والمِلْحُ .. في شِفاهِنا .. والمِلْحُ .. في كلامِنا فهلْ يَكونُ القَحْطُ في نُفوسِنا .. إِرْثاً أتانا منْ بني قَحْطانْ ؟؟ لمْ يبْق في أُمْتنا مُعاوِيَةٌ .. وَلا أبو سُفْيانْ .. لمْ يبْقَ مَنْ يقولُ (لا) .. في وَجْهِ منْ تَنازَلوا عنْ بَيْتِنا .. وخُبْزِنا .. وزَيْتِنا .. وحَوَّلوا تاريخَنا الزَّاهي .. إلى دُكَّانْ !! .. لمْ يَبْقَ في حياتِنا قَصيدَةً .. ما فَقَدتْ عَفَافَها .. في مَضْجَعِ السُّلْطانْ !! لقدْ تَعَوَّدْنا على هَوانِنَا .. ماذا منَ الإنْسانِ يَبْقى .. حيْنَ يَعْتادُ على الهَوَانْ ؟؟ أبْحَثُ في دَفاتِرِ التَّاريخِ .. عنْ أُسامَةَ بن مَنْقذٍ .. وعُقْبةَ بنَ نافِعٍ .. عنْ عُمَرٍ .. عنْ حَمْزةٍ .. عنْ خالدٍ يَزْحفُ نَحْوَ الشَّامِ .. أَبْحَثُ عنْ مُعْتصمٍ باللهِ .. حتَّى يُنْقذَ النِّساءَ مِنْ وحْشيةِ السَّبْيِ .. ومنْ ألْسنَةِ النيرانْ !! أبحث عن رجال أخر الزمان .. فلا أرى في الليل إلا قططا مذعورة .. تخشى على أرواحها .. من سلطة الفئران !! .. هل العمى القومي .. قد أصابنا ؟ أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟ متهمون نحن بالإرهاب .. إذا رفضنا موتنا .. وجرافات إسرائيل .. تنكش في ترابنا .. تنكش في تاريخنا .. تنكش في إنجيلنا .. تنكش في قرآننا! .. تنكش في تراب أنبيائنا .. إن كان هذا ذنبنا ما أجمل الإرهاب .. متهمون نحن بالإرهاب .. .. إذا رفضنا محونا على يد المغول .. واليهود .. والبرابرة .. إذا رمينا حجرا .. على زجاج مجلس الأمن الذي استولى عليه قيصر القياصرة .. .. متهمون نحن بالإرهاب .. إذا رفضنا أن نفاوض الذئب .. وأن نمد كفنا ل .. أميركا .. ضد ثقافات البشر .. وهى بلا ثقافة .. ضد حضارات الحضر .. وهى بلا حضارة .. أميركا .. بناية عملاقة ليس لها حيطان .. متهمون نحن بالإرهاب إذا رفضنا زمنا صارت به أميركا المغرورة .. الغنية .. القوية مترجما محلفا .. للغة العبرية .. .. متهمون نحن بالإرهاب وإذا رمينا وردة .. للقدس .. للخليل .. أو لغزة .. والناصرة .. إذا حملنا الخبز والماء إلى طروادة المحاصرة متهمون نحن بالإرهاب إذا رفعنا صوتنا ضد الشعوبيين من قادتنا وكل من غيروا سروجهم وانتقلوا من وحدويين إلى سماسرة متهمون نحن بالإرهاب إذا اقترفنا مهنة الثقافة إذا قرأنا كتابا في الفقه والسياسة إذا ذكرنا ربنا تعالى إذا تلونا ( سورة الفتح) وأصغينا إلى خطبة الجمعة فنحن ضالعون في الإرهاب متهمون نحن بالإرهاب إن نحن دافعنا عن الأرض وعن كرامة التراب إذا تمردنا على اغتصاب الشعب .. واغتصابنا .. إذا حمينا آخر النخيل في صحرائنا .. وآخر النجوم في سمائنا .. وآخر الحروف في أسمائنا .. وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا .. .. إن كان هذا ذنبنا فما أروع الإرهاب!! أنا مع الإرهاب .. إن كان يستطيع أن ينقذني من المهاجرين من روسيا .. ورومانيا، وهنغاريا، وبولونيا .. وحطوا في فلسطين على أكتافنا .. ليسرقوا مآذن القدس .. وباب المسجد الأقصى .. ويسرقوا النقوش .. والقباب .. أنا مع الإرهاب .. إن كان يستطيع أن يحرر المسيح .. ومريم العذراء .. والمدينة المقدسة .. من سفراء الموت والخراب .. بالأمس كان الشارع القومي في بلادنا يصهل كالحصان .. وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان .. .. وبعد أوسلو لم يعد في فمنا أسنان .. فهل تحولنا إلى شعب من العميان والخرسان ؟؟ أنا مع الإرهاب .. إذا كان يستطيع أن يحرر الشعب من الطغاة والطغيان وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان أنا مع الإرهاب إن كان يستطيع أن ينقذني من قيصر اليهود أو من قيصر الرومان أنا مع الإرهاب ما دام هذا العالم الجديد .. مقتسما ما بين أمريكا .. وإسرائيل .. بالمناصفة !!! أنا مع الإرهاب بكل ما املك من شعر ومن نثر ومن أنياب ما دام هذا العالم الجديد !! بين يدي قصاب أنا مع الإرهاب ما دام هذا العالم الجديد قد صنفنا من فئة الذئاب !! أنا مع الإرهاب إن كان مجلس الشيوخ في أميركا هو الذي في يده الحساب .. وهو الذي يقرر الثواب والعقاب أنا مع الإرهاب مادام هذا العالم الجديد يكره في أعماقه رائحة الأعراب أنا مع الإرهاب مادام هذا العالم الجديد يريد ذبح أطفالي ويرميهم للكلاب من أجل هذا كله أرفع صوتي عاليا أنا مع الإرهاب أنا مع الإرهاب أنا مع الإرهاب
__________________ | |
|
| |
مصطفى محمود نائب المدير العام لمنتديات نجوم سمنود
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ الأحد مايو 03, 2009 2:53 pm | |
| أنا من جعلتك ست النساء
1 لماذا كسرت الإناء ؟ وأصبحت ضد الكتابة ، ضد الثقافة ، ضد الأنوثة ، ضد الطفولة ، ضد النقاء .. لماذا خلعت القصيدة عنك؟ وأصبحت ضائعة في العراء .. أنا من جعلتك ، بالشعر ، ست النساء !! .. وغنيت باسمك .. حتى زرعتك بين نجوم السماء . وهندست نهدك شكلاً .. وحجماً .. وعلمته الزهو والكبرياء . وبعثرت شعرك شرقاً وغرباً فشق كسيف غلاف الفضاء .. 2 لماذا تسللت من غرفة الشعر .. حيث البخور ، وحيث الشموع ، وحيث النبيذ ، وحيث الذهب .. لماذا هجرت الفراش الوثير ؟ لكي تصبحي قطة من خشب .. لماذا انتحرت بغير سبب ؟ 3 لماذا تركت مكانك بين البيانو .. وبين الكتاب ؟ وبين دموع موزارت .. وبين دموع السحاب . وبين أناشيد لوركا .. وصوت الرباب . لماذا احترفت التسكع بين الدكاكين .. خلف الجديد .. وخلف المثير .. وخلف التماع السراب ؟ فصرت مجرد ثوب يعلق بين ألوف الثياب !! .. 4 لماذا كفرت بآلاء شعري عليك ؟ ألا تعرفين بأني اخترعت بياض يديك؟ وأني اقترحت مكان الأصابع في راحتيك؟ وأني اقترحت بأن يطلع الفجر من حلمتيك ؟ وأني اشتغلت نهاراً وليلاً .. لأرسم بالفحم والزيت غمازتيك .. فكيف كسرت المرايا ؟ وحطمت ما صنعته يدايا .. وكيف تكونين في مثل هذا الغباء ؟ .. 5 لماذا تغارين من كلماتي؟ لماذا تخافين فتح دفاتر حبي القديم؟ لماذا تخافين من هلوستي؟ ألا تذكرين بأني عجنتك يوماً بجلدي .. ولحمي .. وماء حياتي ؟؟ 6 خسرت الرهان على كل شيء .. ولم يبق في ملعب الحب أي حصان .. ولم يبق قرب سريرك ديوان شعر .. ولم يبق ورد ولا أقحوان .. ولم يبق من مجد روما سوى حلقات الدخان !!. 7 إذا ما رفعت يدي عن قميصك يوماً .. فلن تعرفي أبداً موسم الياسمين !! .. 8 لماذا تفرين من قبضة الذاكره ؟ لماذا تنكرت للخبز .. والملح .. والبحر .. والثلج .. والمدن الماطره ؟ ألا تذكرين بأني كتبتك فوق الوسائد سطراً .. فسطراً .. وأني اكتشفت أقاليم جسمك .. براً .. وبحراً .. ولملمت من تحت إبطيك قمحاً .. وحولت ماء الأنوثة خمرا ؟ .. 9 جمالك .. ليس جميلاً بدوني .. وسحرك ليس قوياً بدوني .. وكل كنوزك .. من بعض ما أبدعته ظنوني .. فمن سيحبك بعدي ؟ إذا لم أعطرك يوماً بعطر جنوني ؟؟ 10 كفاك غروراً وجهلا .. فلولاي لم يك هذا الجبين جبينا . ولم تك هذي الشفاه شفاها . فلا تقربي من قصائد شعري فإنك لست على مستواها !!.
أنا والنساء
1 أُريدُ الذَّهابَ .. إلي زَمَنٍ سابِقٍ لِمَجيءِ النّساءْ .. إلي زَمَنٍ سابِقٍ لقُدومِ البُكاءْ فلا فيهِ أَلْمَحُ وَجْهَ امْرأَةْ .. ولا فيهِ أَسْمَعُ صَوْتَ امْرأَةْ .. ولا فيهِ أَشْنُقُ نَفْسي بِثَدْيِ امْرأَةْ .. ولا فيهِ أَلْعَقُ كالْهِرِّ رُكْبَةَ أيِّ امْرَأَةْ .. 2 أُريدُ الخُروجَ مِنَ البِئْرِ حَيَّا .. لِكَيْ لا أموتَ بِضَرْبَةِ نَهْدٍ .. وأُهْرَسَ تَحْتَ الكُعُوبِ الرّفيعَةِ .. تَحْتَ العُيونِ الكبيرةْ ، تَحْتَ رَنينِ الحُلَي ، وجُلودِ الفِراءْ أُريدُ الخروجَ مِنَ الثُّقْبِ كيْ أَتَنَفَّسَ بَعْضَ الهَواءْ 3 أُريدُ الخُروجَ مِنَ القِنِّ .. حيثُ الدّجاجاتُ .. ليْسَ يُفَرِّقْنَ بينَ الصّباحِ وبيْنَ المَساءْ أريدُ الخُروجَ مِنَ القِنِّ .. إنَّ الدّجاجاتِ مَزَّقْنَ ثوْبي .. وحلَّلْنَ لَحْمي .. وسَمَّيْنَني شاعِرَ الشُّعراءْ .. 4 كرِهْتُ الإقامَةَ في جَوْفِ هذي الزُجاجَةْ ، كرِهْتُ الإقامَةْ أَيُمْكِنُ أنْ أَتَوَلَّي حِراسَةَ نَهْدَيْنِ .. حتى تقومَ القِيامَةْ ؟؟ أَيُمْكِنُ أَنْ يُصْبِحَ الجِنْسُ سِجْناً أَعيشُ بِهِ أَلْفَ عامٍ وعامْ أريدُ الذّهابَ .. إلي حيْثُ يُمْكِنُني أَنْ أَنامْ .. 5 فإنّي مَلَلْتُ النّبيذَ القديمَ .. الفِراشَ القديمَ .. البيانو القديمَ .. الحوارَ القديمَ .. وأشْعارَ رامْبو .. ولَوْحاتِ دالي .. وأَعْيُنَ ( إلْزا ) وعُقْدَةَ كافْكا .. وما قالَ مَجْنونُ ليلي لِشَرْحِ الغَرامْ .. متى كانَ هذا المُخَبَّلُ مَجْنونُ ليْلي .. خبيراً بِفَنِّ الغَرامْ ؟ أُريدُ الذّهابَ إلي زَمَنِ البَحْرِ .. كيْ أَتَخَلَّصَ مِنْ كُلِّ هذي الكَوابيسِ ، مِنْ كُلِّ هذا الفِصامْ فَهَلْ مُمْكِنٌ ؟ ـ بَعْدَ خَمْسينَ عاماً مِنَ الحُبِّ ـ أنْ أسْتَعيدَ السلامْ ؟؟ 5 أريدُ الذّهابَ .. لِما قَبْلَ عصْرِ الضّفائرْ وما قبْلَ عصْرِ عُيونِ المها .. وما قبلَ عصرِ رنينِ الأَساوِرْ وما قبْلَ هندٍ .. ودَعْدٍ .. ولُبْني .. وما قبْلَ هزِّ القُدودِ ، وشّدِّ النُّهودِ .. ورَبْطِ الزَّنانيرِ حوْلَ الخَواصِرْ أريدُ الرّحيلَ بأيِّ قِطارٍ مُسافِرْ فإنَّ حُروبَ النِّساءْ بِدائيَّةٌ كحروبِ العشائِرْ فقَبْلَ المعارِكِ بالسَّيفِ ، كانتْ هناكَ الأظافِرْ !! 6 كرِهْتُ كِتابَةَ شِعْري علي جَسَدِ الغانياتْ كرِهْتُ التسلُقَ كلَّ صباحٍ ، وكلَّ مساءٍ إلي قِمَّةِ الحَلَماتْ .. أُريدُ انْتِشالَ القَصيدَةِ مِنْ تَحْتِ أَحْذِيَةِ العابِراتْ أُريدُ الدُّخولَ إلي لُغَةٍ لا تُجيدُ اللغاتْ أُريدُ عناقاً بلا مُفْرداتْ وجِنساً بلا مُفْردات وموتاً بلا مُفْرداتْ أُريدُ اسْتِعادَةَ وَجْهي البريءِ كَوَجْهِ الصّلاةْ أُريدُ الرُّجوعَ إلي صَدْرِ أُمّي أُريدُ الحياةْ .. | |
|
| |
| ــ ๑۩۞۩๑ الأعمال الكاملة للشاعر الكبير نزار قباني ๑۩۞۩๑ ــ | |
|